للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حالهم، وإليه أشار الله تعالى في قوله: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ} [الزخرف: ٣٣] / الآية.

(والعَلامة يجب أن تكون خيطًا … ) إلى آخره.

وذَكر الإمام التمرتاشي -رحمه الله-: فيُكتفى في كلِّ بَلد مِن العَلامة بِما تعارَفه أهلُهلأنَّ المقصود يحصُل بهذا، وبهذا يُعلم أنَّ الاقتصار على هذه العَلامة المخصوصة ليس بلازم (١).

"الجفاء": هو الغلظ في العشرة والحرف في المعاملة وترك الرفق (٢)،

ومنه قوله: (فإنَّه جَفاء في حقِّ أهل الإسلام)

أي: تَرك حُسْن العِشرة بأهل الإسلام لأنَّ في الأمر لأهل الذِّمَّة بتميُّزهم بما يوجب إغرارهم مِن اتخاذ الزُّنار (٣) من الإبريسم (٤) إهانة لأهل الإسلام لأنَّ مَن أَعزَّعدوَّ صديقِه فقد أَهان صديقَهمعنىً.

(الأحق أنْ لا يُتركوا ليركبوا إلا للضَّرورة) كالخروج إلى الرُّستاق (٥)، وذهاب المريض إلى موضع يحتاج إليه.


(١) قال التمرتاشي: ينبغي في كل بلد من العلامة ما تعارفه أهله لأنّه المقصود، ويعلم بهذا أن الأمصار على هذه العلامة المخصوصة لازم. البناية شرح الهداية (٧/ ٢٥٩).
(٢) ينظر معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (١/ ٥٣٢)
(٣) الزنار والزنارة في اللغة: ما يشدّه المجوسي والنّصراني على وسطه، وهذا قريب مما ذكره الفقهاء.
ففي "الدسوقى": الزنار: خيوط متلونة بألوان شتّى يشد بها الذمي وسطه.
وفي "نهاية المحتاج": الزنار: خيط غليظ فيه ألوان يشد به الذمي وسطه، وهو يكون فوق الثياب.
الزنار: خيط غليظ بقدر الإصبع مِن الإبريسم يشد على الوسط، وهو غير الكستيج. معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (٢/ ٢١٥).
(٤) الإِبريسم: هو الحرير، وهو أعجمي معرّب بفتح الألف والراء، وقيل: بكسر الألف وفتح الراء، وقال ابن الأعرابي: هو الإبريسم بكسر الهمزة والراء وفتح السين، قال: وليس في الكلام: إفعليل، كإهليلج، وقيل: هو الحرير المنقوض قبل أن تخرج الدودة من الشرنقة. معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية (١/ ٤١).
(٥) الرستاق: معرّب ويستعمل في الناحية التي هي طرف الإقليم والرزداق بالزاي والدال مثله والجمع رساتيق ورزاديق، قال ابن فارس: الرزدق السطر من النخل والصف من الناس، ومنه الرزداق، وهذا يقتضي أنه عربي، وقال: بعضهم الرستاق مولد وصوابه رزداق. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (١/ ٢٢٦).