للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعند أبي يوسف -رحمه الله- هو بيع إلا أن لا يمكن جعله بيعًا فيجعل فسخًا، كما لو تقايلا في المنقول قبل القبض، أو تقايلا في بيع العرض بالعرض بعد هلاك أحدهما، فالإقالة في هذه تجعل فسخًا؛ لأنه تعذر جعلها بيعًا فتجعل فسخًا (١).

إلا أن لا يمكن، أي إلا أن لا يمكن جعله فسخًا أيضًا فحينئذ تبطل الإقالة في نفسها كما في بيع العرض بالدراهم إذا تقايلا بعد هلاك العرض، وكما (٢) لو تقايلا في المنقول قبل القبض على خلاف جنس الثمن الأول بطلت الإقالة؛ لأنه تعذر اعتبارها بيعًا؛ لأن بيع المنقول قبل القبض لا يجوز، وتعذر اعتبارها فسخًا أيضًا؛ لأن الفسخ إنما يكون بالثمن الأول وقد سميا ثمنًا آخر، كذا في الذخيرة (٣).

وعند محمد (٤) -رحمه الله- هو فسخ كما قاله أبو حنيفة -رحمه الله-، حتى لو تقايلا بمثل الثمن الأول أو بالأقل يكون فسخًا.


(١) ينظر: "تحفة الفقهاء" لعلاء الدين السمرقندي، (٢/ ١١١)، و"بدائع الصنائع" للكاساني (٥/ ٣٠٦).
(٢) في (ت): كما.
(٣) "الذخيرة البرهانية" أو "ذخيرة الفتاوى" لبرهان الدين محمود بن أحمد بن مازة، صاحب "المحيط البرهاني"، و"الذخيرة" مختصرة منه، ولد سنة ٥٥١ هـ، وتوفي سنة ٦١٦ هـ، والكتاب له عدة نسخ خطية في دار الكتب الوطنية - تونس رقم ٥٢٢٦، ٥٢٢٥، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية -الرياض رقم ٠٣٤٤٥، ولم نطلع عليه. انظر: "الجواهر المضية" (٣/ ٤٢)، و"الفوائد البهية في تراجم الحنفية" لمحمد عبد الحي اللكنوي، دار المعرفة - بيروت (صـ ٢٠٦)، و"كشف الظنون" (١/ ٨٢٣) مكتبة المثنى - بغداد، و"الأعلام" (٧/ ١٦١) دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الخامسة عشر ٢٠٠٢ م.
(٤) مُحَمَّد بن الحسن بن فرقد، من موالي بني شيبان، نشأ بالكوفة، فسمع من أبي حَنِيفَةَ وغَلَبَ عليهِ مذهبه وعُرف به، وانتقل إلى بغداد، فولاه الرشيد القضاء بالرقة ثُمَّ عزله، ولما خرج الرشيد إلى خراسان صحبه، فمات في الري، قال الشَّافِعِي: (لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة مُحَمَّد بن الحسن، لقلت، لفصاحته) ونعته الخطيب البغدادي بإمام أهل الرأي، له كتبٌ كثيرة في الفقه والأصول، منها (المَبْسُوط) في فروع الفقه، و (الزيادات) و (الجامع الكبير)، و (الجامع الصغير)، و (الآثار)، و (السير) توفي بالري سنة (١٨٩ هـ). انظر: تاج التراجم (١/ ١٨)، تاريخ بغداد لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المحقق: الدكتور بشار عواد معروف، الناشر: دار الغرب الإسلامي - بيروت، الطبعة: الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م (٢/ ١٧٢)، طبقات الحنفية (٢/ ٤٢).