للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-قوله: (عملت به الصحابة -رضي الله عنهم-) هو ما روى الحارث (١) عن علي بن أبي طالب أنه قال: الوضوء بنبيذ التمر وضوء من لم يجد الماء.

وروي عنه من طرق مختلفة أنه كان لا يرى بأسًا بالوضوء بنبيذ التمر عند عدم الماء.

وروى عكرمة (٢) عن ابن عباس أنه قال: [توضئوا بنبيذ التمر ولا تتوضؤوا باللبن.

وروي عنه من طرق مختلفة أنه كان يجوز] (٣) الوضوء بنبيذ التمر عند عدم الماء.

وروي عن عبد الله بن مسعود أنه كان يجوز التوضي بنبيذ التمر حال عدم الماء وهم كانوا من أئمة الفتوى، فيكون قولهم مقدمًا على القياس (٤).

وعن هذا قال أبو حنيفة -رحمه الله-: [إن] (٥) اشتبه كون عبد الله مع رسول الله-عليه السلام-ليلة الجن قلنا: في الباب ما يكفي للاعتماد عليه، وهو رواية هذه الكبار من الصحابة-رضي الله عنهم-، كذا في «مبسوط شيخ الإسلام» (٦).


(١) هو الحارث بن ثوب الأسدي وثقة ابن حبان. الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (٣/ ٧٠)، الثقات لابن حبان (٤/ ١٢٩).
(٢) هو: عكرمة مولى ابن عباس -رضي الله عنهما- القرشي الهاشمي، أبو عبد الله أحد الأئمة الأعلام، وليَّ البصرة، قال صاحب: تقريب التقريب «كل من اسمه عكرمة: فهو ثقة، إلا ابن سلمة فهو مجهول» (ت ١٠٥ هـ). انظر: تقريب التقريب (ص ٢٥)، لسان الميزان لابن حجر (٩/ ٣٧٣)، الكامل في الضعفاء لابن عدى (٦/ ٤٦٩).
(٣) ساقطة من (ب).
(٤) هذه الأحاديث موقوفة عن الصحابة-رضي الله عنهم-: رواها الدارقطني في سننه (١/ ٢٨)، والبيهقي (١/ ١٢)، والترمذي في سننه (١/ ٨٨) -كتاب الطهارة- باب ماجاء في الوضوء بالنبيذ-، قال البيهقي في الخلافيات (١/ ١٤٧، ١٨٧) في أسانيد هذه الأحاديث «الحجاج والحارث وأبوإسحاق عبدالله بن ميسرة وأبو ليلى ضعفاء، ويقال: أبو ليلى هو عبدالله بن ميسرة ويقال له: أبو إسحاق». ا. هـ.
(٥) في (ب): «إنه».
(٦) لم أجده في مبسوط شيخ الإسلام، بل هو في بدائع الصنائع (١/ ١٧) أركان الوضوء.