للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«ويقول أشهدُ أنَّه باع» (١)، وهذا في البيع الصَّريح ظاهر.

وأمَّا إذا كان البيع بطريق التَّعاطي ووقعت الحاجة إلى الشَّهادة، فالشُّهود كيف يشهدون.

قيل: يشهدون على الأخذ والإعطاء، ولا يشهدون على البيع؛ لأنَّ التَّعاطي بيعٌ حُكمِي، وليس ببيعٍ حقيِقيٍّ، وقيل: لو شهدوا على البيع يجوز، كذا في الذَّخيرة (٢).

وكذلك في الإقرار: أشهد أنَّ فلاناً أقرَّ بكذا (٣).

«ولو فسَّر للقاضي» ما يُقبل؛ فإن قال: إني أشهد بالسَّماع من وراء الحجاب (٤).

«النَّغمة» (٥): الكلام الخفي، من حدِّ منع، وبلغ، قال: فلان حَسَنُ النَّغمة؛ إذا كان حسن الصوت في القراءة (٦).

وعند محمد بن مقاتل (٧) - رحمه الله -: إذا سمع الرجل صوت امرأةٍ من وراء الحجاب، وشهد عنده اثنان أنها فلانةٌ بنتُ فلانٍ، لا يجوز أن يشهد عليها؛ أطلق الجواب إطلاقاً (٨).

وكان الفقيه أبو الليث (٩) - رحمه الله - يقول: إذا أقرَّت المرأة من وراء الحجاب، وشهد عنده اثنان أنَّها فلانةٌ؛ لا يجوز بمن سمع إقرارها أن يشهد على إقرارها، إلَّا إذا رأى شخصها؛ يعني حال ما أقرَّت، فحينئذٍ يجوز له أن يشهد على إقرارها شرط رؤية شخصها لا رؤية وجهها (١٠). كذا في الذَّخيرة.


(١) الهداية (٣/ ١١٩).
(٢) المحيط البرهاني (٨/ ٣٢٩)، وينظر: البناية شرح الهداية (٩/ ١٢٣).
(٣) ينظر: تبيين الحقائق (٤/ ٢١٣).
(٤) يُنظر: تبيين الحقائق (٤/ ٢١٤)، العناية شرح الهداية (٧/ ٣٨٣).
(٥) قال في الهداية (٣/ ١١٩): «لأنَّ النَّغمة تشبه النَّغمة; فلم يحصل العلم».
(٦) يُنظر: البناية شرح الهداية (٩/ ١٢٣)، العناية شرح الهداية (٧/ ٣٨٣).
(٧) مُحَمَّد بن مقَاتل الرَّازِيّ قَاضِي الرّيّ من أَصحَاب مُحَمَّد بن الحسن من طبقَة سُلَيمَان بن شُعَيب وَعلي بن معبد روى عَن أبي المُطِيع، من تصانيفه: «المدعي والمدعى عليه»، توفي سنة ٢٤٢ هـ.
يُنظر: الجواهر المضية (١/ ٥٨)، معجم المؤلفين (١٢/ ٤٥).
(٨) يُنظر: المحيط البرهاني (٨/ ٢٩٢)،
(٩) الإمام، الفقيه، المحدث، الزاهد، أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم السمرقندي، صاحب كتاب «تنبيه الغافلين»، وله كتاب «الفتاوى»، الملقب بإمام الهدى: علامة، من أئمة الحنفية، من الزهاد المتصوفين يروي عن: محمد بن الفضل بن أنيف البخاري، روى عنه: أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الترمذي، وغيره. وجماعة، توفي سنة ٣٧٥ هـ.
ترجمته في: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٣٣)، الوافي بالوفيات (٢٧/ ٥٤)، الجواهر المضية (٢/ ١٩٦)، الأعلام (٨/ ٢٧).
(١٠) يُنظر: المحيط البرهاني (٨/ ٢٩٢)، مجمع الأنهر (٢/ ١٩١).