للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلابدَّ من بيان الصفة على كل حال، وإن كان المُدَّعَى به نُقْرَةً (١) أو كان مضروباً ذكر نوعها وهو ما يضاف إليه ويذكر صفتها أنها جيدةٌ أو [وسطٌ] (٢) أو رديئةٌ ويذكر قدرها أنَّه كذا درهما وزن سبعة؛ لأنَّ وزن الدرهم يختلف باختلاف البلدان والذي في ديارنا وزن سبعة وهو الذي كل عشرة منها بوزن سبعة مثاقيل.

وإن كانت الفضة غير مضروبة إن كانت خالية عن الغش يذكر كذا فضة خالصة ويذكر نوعها نُقْرَةَ كَيْلَجةٍ (٣) أو نُقْرَةَ طَمْغَاجِيَّةٍ (٤) ويذكر صفتها أنَّها جيدةٌ أو وسطٌ أو رديئةٌ وقيل: إذا ذكر طمغاجية لا حاجة إلى ذكر الجودة وإن كان المُدَّعَى دراهم مضروبة والغش فيها غالب إن كان يتعامل بها وزنًا يذكر نوعها ومقدار وزنها وصفتها وإن كان يتعامل بها عددًا يذكر عددها، ولو ادَّعى الحنطة أو الشعير بالأَمْنَاءِ (٥) وبيَّن أوصافها فقد قيل لا تصح هذه الدَّعْوَى وقيل تصح.

وفي الذرة المُجُّ (٦) يعتبر العرف (٧) أمَّا في الأشياء الستة فالمقدَّر هو الكيل في الأربعة منها وهي: الحنطة والشعير والتمر والملح وفي الذهب والفضة الوزن.

ثُمَّ إن ادَّعى الحنطة أو الشعير مُكَايَلَةً صحت الدَّعْوَى بلا خلاف.


(١) النُّقْرة: القطعة المذابة من الذهب أو الفضة ويقال: نُقْرةُ فضةٍ على الإضافة للبيان. يُنْظَر: المُغْرِب في ترتيب المُعْرب؛ للمطرزي (٢/ ٣٢١).
(٢) [ساقط] من (ب).
(٣) الكَيْلَجةُ: مِكْيالٌ والجمع كَيالِجُ وكيالِجةٌ أَيضاً والهاء للعجمة، والكيلجة مكيال سعته نصف صاع، وهو يساوي عند الحنفية (١، ٦٨٠) ليتراً، وهو مكيال معروف عند أهل العراق. يُنْظَر: لسان العرب (٢/ ٣٥٢)، معجم لغة الفقهاء (١/ ٤٥٠).
(٤) نسبة إلى جبال طمغاج من أرض الصين، ونقرة طمغاجية: نوع من أنواع الضرب الخالص، يُنْظَر: البداية والنهاية (١٣/ ٩٨).
(٥) المنُّ: بالفتح والتشديد جمع أمنان، ويقال له المنا، وهو يساوي رطلان، وجمع المنا أمناء، قال ابن سيده: المن كيل، أو ميزان، وهي أداة وزن تساوي رطلين، والرطل = ١٢ أوقية، فهو مكيال سعته رطلان عراقيان، أو أربعون أستارا وبالأوزان المعاصرة يساوي (٣٩، ٨١٥) غراما، يُنْظَر: لسان العرب (١٣/ ٤١٥)، معجم لغة الفقهاء (١/ ٤٦٠).
(٦) المُجُّ: حبٌ كالعدس إلاّ أنهُ أشدُ استدارة منه. يُنْظَر: تهذيب اللغة (٣/ ٤٤٦).
(٧) يُنْظَر: الفتاوى الهندية (٤/ ٤)، حاشية ابن عابدين (٧/ ٤٢٩).