للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

درهمًا وكذلك في نظائر هذا نحو قوله إلا شيئًا وما أشبهه لأن استثناء الشيء استثناء الأقل عرفًا فإذا أوجبنا النصف وزيادة درهم فقد استثنى الأقل وعن أبي يوسف رحمه الله إذا قال: لفلان عليَّ عشرة دراهم إلا بعضها فهذا نظير قوله: لفلان عليَّ عشرة دراهم إلا شيئًا فعليه أكثر من النصف وذكر قبل هذا (١) لو قال: لفلان عليَّ ألف درهم إلا مائة أو خمسين ذكر في رواية أبي سليمان (٢) رحمه الله أن عليه تسعمائة وخمسين؛ لأنه ذكر كلمة الشك في الاستثناء بين المائة والخمسين فيثبت أقلهما كما لو ذكر كلمة الشك في الإقرار بين شيئين، فإنه يثبت أقلهما وفي رواية أبي حفص (٣) رحمه الله يلزمه تسعمائة؛ [لأن الشك في الاستثناء يوجب الشك في الإقرار فكأنه قال: عليَّ تسعمائة] (٤) أو تسعمائة وخمسون قالوا: والأول أصح؛ لأن الشك دخل في الاستثناء ظاهرًا.


(١) في (أ): قبيل بدل: قبل هذا.
(٢) هو موسى بن سليمان، أبو سليمان الجوزجاني، فقيه حنفي، أصله من جوزجان من كوربلخ بخراسان، تفقه واشتهر ببغداد، عرض عليه المأمون القضاء فامتنع، له تصانيف منها: السير الصغير، الصلاة، الرهن، نوادر الفتاوى، توفي سنة (٢٠٠ هـ) تقريبًا. يُنْظَر: الجواهر المضيَّة (٢/ ١٨٦)، الأنساب للسمعاني (٣/ ٣٦٢)، والنسخة المطبوعة من كتاب الأصل لمحمد بن الحسن جاءت من رواية أبي سليمان الجوزجاني، كما يظهر ذلك في غير موضع في الكتاب فكل ما فيه أبو سليمان عن محمد، فالمراد الجوزجاني.
(٣) هو: أبو حفص الكبير الإمام المشهور من أصحاب محمد بن الحسن واسمه أحمد بن حفص، وفاته سنة سبع عشرة ومائتين. يُنْظَر: تهذيب الأسماء الواقعة في الهداية والخلاصة ص ٢١٠، مقدمة الهداية للكنوي ١/ ٢٤، مقدمة الفتاوى التاتاخانية ١/ ٣٩.
(٤) زيادة في (ب). وقد أثبتُّها في المتن لموافقتها لما جاء في تبيين الحقائق (٥/ ١٣)، لسان الحكام (ص: ٢٧١).