للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله: فاعمل (١) تفسير لقوله: خذه مضاربة فالكلام (٢) المبهم إذا تعقبه تفسير فالحكم لذلك التفسير.

وقوله: (فاعمل به): في معنى التفسير أيضًا، (لأن الفاء للوصل) والتعقيب والذي يتصل بالكلام المبهم ويتعقبه تفسيره وكذلك لو (قال: خذه مضاربة بالنصف بالكوفة؛ لأن الماء للإلصاق) فذلك (٣) يقتضي أن يكون موجب كلامه ملصقًا بالكوفة وموجب كلامه العمل بالمال وإنما يتحقق إلصاقه بالكوفة إذا عمل بها وكذلك لو قال: خذه مضاربة بالنصف في الكوفة؛ لأن حرف في للظرف والمكان إنما يكون ظرفًا للعمل إذا كان حاصلًا فيه فهذا كله اشتراط العمل في الكوفة، وقد قلنا: أن هذا شرط مفيد ولو قال: خذه مضاربة بالنصف (واعمل به في الكوفة فله أن يعمل) به حيث شاء، (لأن الواو للعطف) والشيء لا يعطف على نفسه وإنما يعطف على غيره وقد يكون الواو للابتداء خصوصًا بعد الجملة الكاملة.

وقوله: خذه مضاربة بالنصف جملة تامة.

وقوله: واعمل عطفًا أو ابتداءً فيكون مشورة أشار به عليه لا شرطًا في الأمر الأول فإن قيل: لماذا لم لمجعل لمعنى الحال كما في قوله: أَدِّ إليَّ ألفًا وأنت حر، قلنا: لأنه غير صالح للحال ها هنا. وحال العمل لا يكون وقت الأخذ وإنما يكون العمل بعد الأخذ مع أن الواو تستعار للحال مجاز، وإنما يصار إليه للحاجة إلى تصحيح الكلام والكلام صحيح ها هنا باعتبار الحقيقة فلا حاجة إلى حمل حرف الواو على الحال؛ (لأن فائدة الأول) وهو قوله: على أن يشتري بها من أهل الكوفة (التقييد بالمكان) وهو مكان الكوفة وقد وجد ذلك لما اشترى من


(١) في (ب): تعمل.
(٢) في (ب): والكلام.
(٣) في (أ): ولذلك.