للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت (١): اختلفت صورتا المسألتين ابتداء، ولكن اتحدتا انتهاء؛ لأنه ذكر هذا الحكم هنا بعد حلف صاحب الثوب، ولما [حلف] (٢) كان القول قوله، وكانت هذه المسألة حينئذ نظيرة تلك المسألة، فكان حكم هذه المسألة كحكم تلك المسألة؛ لذلك إن شاء ضمن قيمة الثوب أبيض، وإن شاء أخذ الثوب، وأعطاه الأجر، ووجهه أن الصباغ في أصل الصبغ موافق لصاحب الثوب، وفي الصفة مخالف، لا يجاوز به المسمى؛ لأنه رضي بالمسمى في بعض النسخ، أي نسخ القدوري (٣) (٤)، يضمنه من الضمان، أي يضمن صاحب الثوب قيمة زيادة الصبغ للصباغ، فالأولى أعني قوله: لا يجاوز به المسمى ظاهر الرواية، والثانية أعني قوله يضمن ما زاد الصبغ فيه رواية ابن سماعة (٥) محمد (٦) -رحمهما الله- ووجهه ظاهر الرواية أن الصبغ آلة (٧) للعمل المستحق على الصباغ بمنزلة الحوض والصابون في عمل الغسال، فلا يصير صاحب الثوب مشتريا للصبغ حتى تعتبر القيمة عند فساد السبب.


(١) هذا جواب من السغناقي (يعترض ويجيب).
(٢) في (ب) حلفه.
(٣) مختصر القدوري في فروع الحنفية. للإمام أبي الحسين: أحمد بن محمد القدوري، البغدادي، الحنفي. المتوفى: سنة ٤٢٨، ثمان وعشرين وأربعمائة.
انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٦٣١).
(٤) انظر: مختصر القدوري (ص: ١٠٢).
(٥) محمد بن سماعة بن عبد الله بن هلال بن وكيع بن بشر التميمي أبو عبد الله أحد الثقات الإثبات حدث عن الليث بن سعد وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن وكتب النوادر عن أبي يوسف ومحمد وروى الكتب والأمالي توفى ابن سماعة في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وله مائة سنة وثلاث سنين كان مولده سنة ثلاثين ومائة.
انظر: الجواهر المضية (١/ ٤٠٤)، تاج التراجم لابن قطلوبغا (١٢٤٠ - ٢٤١).
(٦) البحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (٨/ ٣٩).
(٧) وتنسب كل آلة إلى القوة التي تحركها فيقال الآلة البخارية والآلة الكهربائية وآلة التنبيه بوق في السيارة ينبه السائر أو الغافل.
انظر: المعجم الوسيط (١/ ٣٣).