للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كذا ذكره فخر الإسلام -رحمه الله- (١).

وأولى المدد ما توافق عليه العاقدان، يعني أنه إذا تم النجم الأول صار المال حالا، والعجز عن البدل في الحال لا يثبت إلا بعد ضم تأجيل مدة تحقيقا (لإبلاء الأعذار) [وتمكينا] (٢) له من الأداء ([وأحق الآجال ما تواضع] (٣) عليه العاقدان) فإن مضى النجم الثاني ولم يؤد المال تحقق العجز عن أدائها فيفسخ لوجود مدة التأجيل التي اتفق عليها العاقدان (٤) (فيفسخ إذا لم يكن راضيا بدونه) أي فيفسخ المولى الكتابة إذا لم يكن راضيا لبقاء الكتابة بعد ذلك النجم الذي شرطه، أو فيفسخ القاضي إذا لم يكن المولى راضيا بدون ذلك النجم على ما ذكرنا من اختلاف الروايتين من الذخيرة (٥) أن المكاتب إذا عجز عن أداء بدل الكتابة، وأراد المولى أن يفسخ -وإن لم يرض المكاتب بالفسخ- فيفسخ المولى العقد بنفسه، ففيه روايتان، في رواية لا يصح فسخه، ويحتاج فيه إلى قضاء القاضي، وفي رواية يصح فسخه، والآثار متعارضة، هذا جواب عما تمسك به أبو يوسف -رحمه الله- بقول: علي رضي الله عنه، (٦) فإن الأثر المروي عن ابن عمر -رضي الله


(١) فخر الإسلام هو: علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد أبو الحسن المعروف بفخر الإسلام البزدوي الفقيه الإمام الكبير بما وراء النهر صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة أبو العسر ومن تصانيفه المبسوط إحدى عشر مجلدا وشرح الجامع الكبير والجامع الصغير وله في أصول الفقه كتاب كبير مشهور ومفيد توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع مائة رحمه الله تعالى.
انظر: الجواهر المضية للقرشي (١/ ٣٧٢)، تاج التراجم لابن قطلوبغا (١/ ٢٠٥»، الأعلام للزركلي (٤/ ٣٢٨).
(٢) في (ب) وتمكنا.
(٣) في الهداية شرح بداية المبتدي: وأولى المدد ما توافق.
انظر: الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٢٦٤).
(٤) انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ٢٠٦).
(٥) انظر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٤/ ١٠٤).
(٦) عن علي قال إذا تتابع على المكاتب نجمان فدخل في السنة فلم يؤد نجومه رد في الرق.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٤/ ٣٩٤) كتاب الجهاد من رد المكاتب إذ عجز رقم ٢١٤١٣، والبيهقي في سننه (١٠/ ٣٤٢) كتاب العتق باب عجز المكاتب رقم ٢١٥٤٩.
درجة الأثر: إسناده ضعيف من أجل الحارث وفيه أيضا تدليس الحجاج وقد عنعن.