للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذا دليل على أن الولد منسوب إلى موالي أمه ما لم يظهر له ولاء من جانب أبيه فإذا ظهر بالعتق جر الأب ولاء الولد إلى مواليه؛ وهذا لأن في النسب الولد منسوب إلى أمة إذا لم يكن له نسب من أبيه للضرورة كالولد من الزنا، وولد الملاعنة (١) بعدما انقطع نسبه من أبيه، ثم إذا ظهر له نسب من جانب الأب بأن أكذب الملاعنة نفسه صار الولد منسوبا إليه، فكذلك في الولاء يقال رجل اللعس (٢) إذا كان في شفته سمره ومنه حديث الزبير ينشد بيت ذي الرمة.

لمياء في شفتيها حوة لعس … وفي اللثات وفي أنيابها شنب (٣)

اللمي سمرة دون اللعس [والحوه السواء] (٤) والشنب برد الفم والأسنان، وقيل: الرقة والعذوبة.

وقوله: فتيه لعسا، بيان لملاحتهم. وقوله: أعجبه ظرفهم، أي ملاحتهم، وقيل: كياستهم، فمن كان بهذا اللون فهو كيس عادة. كذا في المبسوط (٥)، والمغرب (٦).


(١) اللعان: لغة الطرد والإبعاد من الخير وبابه قطع وقيل: الطرد والإبعاد من الله، ومن الخلق السب والدعاء، واللعنة الاسم، والجمع لعان ولعنات. ولعنه يلعنه لعنا: طرده وأبعده. ورجل لعين وملعون، والجمع ملاعين؛ عن سيبويه.
انظر: مختار الصحاح للرازي (١/ ٢٨٣) لسان العرب (١٣/ ٣٨٧).
اصطلاحا: هو الطريق الذي يتم بواسطته اتهام الزوج زوجته بالزنا أو بنفي انتساب الولد إليه الولد.
انظر: التعريفات للجرجاني (١/ ٢٤٦).
(٢) [لعس] اللعس: لون الشفة إذا كانت تضرب إلى السواد قليلا، وذلك يستملح. يقال: شفة لعساء وفتية ونسوة لعس.
وربما قالوا: نبات ألعس، وذلك إذا كثر وكثف، لأنه حينئذ يضرب إلى السواد.
انظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ٩٧٥)، لسان العرب (٦/ ٢٠٧).
(٣) البيت وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٣٢؛ والخصائص ٣/ ٢٩١؛ والدرر ٦/ ٥٦؛ ولسان العرب ١/ ٥٠٧.
(٤) في (ب) والجره السواد.
(٥) انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨٧).
(٦) انظر: المغرب في ترتيب المعرب للخوارزمي (١/ ٤٢٥).