للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فكذلك في الولاء يكون منسوبا إلى من ينسب إليه أبوه، والأب بعد العتق ينسب بالولاء إلى معتقه، فكذلك ولده.

واستدل (١) على إثبات [جر] (٢) الولاء بحديث الزبير (٣) أيضا فإنه أبصر بخيبر فتيه لعسا أعجبه ظرفهم، وأمهم مولاة لرافع بن خديج (٤)، وأبوهم عبد لبعض الحرقة من جهينة، أو لبعض أشجع الحرقة (٥) بضم الحاء المهملة، وفتح الراء لقب لبطن من جهينة (٦)، فاشترى الزبير أباهم فأعتقه، ثم قال: «انتسبوا إلي، وقال رافع: بل هم موالي فاختصما إلى عثمان -رضي الله عنه- فقضى بالولاء للزبير» (٧) (٨).


(١) أي استدل السرخسي في المبسوط على إثبات جر الولاء.
انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨٧).
(٢) في (ب) جزء.
(٣) هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي، ابن عمة النبي -صلى الله عليه وسلم- أول من سل سيفا في سبيل الله تعالى، أحد المبشرين بالجنة، شهد بدرا والحديبية والمشاهد كلها، مات مقتولا سنة: ٣٦ هـ، وله من العمر "٦٧" سنة.
انظر ترجمته في: الاستيعاب لابن عبد البر ٢/ ٥١٠ - ٥١٦"، الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني ٢/ ٥٤.
(٤) هو رافع بن خديج بن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي الحارثي، أبو عبد الله، صحابي جليل، شهد أحدا وما بعدها، مات سنة: ٧٤ هـ، بالمدينة متأثرا من انتقاض جرح أحدثه به سهم يوم أحد، وله من العمر "٨٦" سنة.
له ترجمة في الاستيعاب لابن عبد البر (٢/ ٤٧٩)، والإصابة لابن حجر (٢/ ٣٦٢).
(٥) الحرقة: لقب لبطن من قبيلة جهينة. انظر: المغرب في ترتيب المعرب (ص: ١١٢).
(٦) جهينة: قبيلة معروفة تقع مواطنها شمال غرب المدينة المنورة وفي المثل وعند جهينة الخبر اليقين.
انظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٥/ ٢٠٩٦).
(٧) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا عبد الله ثنا أبو قدامة عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير ورافع بن خديج اختصموا إلى عثمان رضي الله عنهم في مولاة لرافع بن خديج كانت تحت عبد فولدت منه أولادا فاشترى الزبير العبد فأعتقه فقضى عثمان رضي الله عنه بالولاء للزبير رضي الله عنه.
أخرجه البيهقي في سننه الكبرى (١٠/ ٣٠٦) كتاب الميراث باب ما جاء في جر الولاء رقم ٢١٣٠٧، وعبد الرزاق في مصنفه (٩/ ٤٢) كتاب الولاء باب الرجل يلد الأحرار وهو عبد ثم يعتق رقم ١٦٢٨٤، وابن أبي شيبة في مصنفه (٦/ ٢٩٢) كتاب الميراث مملوك تزوج حرة، ثم إنه أعتق بعدما ولدت له أولادا، لمن يكون ولاء ولده؟ رقم ٣١٥٣٩.
درجته: قال ابن الملقن: رواه البيهقي، وقال: هذا هو المشهور عنه.
انظر: خلاصة البدر المنير لابن الملقن ٢/ ٤٥٨، السنن الكبرى للبيهقي (١٠/ ٣٠٦).
(٨) ولأن الولد جزء من أجزائها وهي حرة بجميع أجزائها فينفصل الولد منها حرا ثم الولاء كالنسب والولد ينسب إلى أبيه بالنسب فكذلك في الولاء يكون منسوبا إلى من ينسب إليه أبوه والأب بعد العتق ينسب بالولاء إلى معتقه فكذلك ولده.
انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨٧).