للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونظائره كثيرة كذا في الفتاوى الظهيريه (١).

ولما كان هذا كالرهن في يد المرتهن لا يملك المرتهن ولا يطلق له الانتفاع إلا بإذن مالكه وهو ضامن لما أكل من ثمره واستهلك من عينه، والدين ساقط بهلاكه في يده إذا كان [به] (٢) وفاء بالدين ولا ضمان عليه في الزيادة إذا هلك من غير صنعه وللبائع استرداده إذا قضى دينه لا فرق عندنا بينه وبين الرهن في حكم من الأحكام (٣).

وكان السيد الإمام أبو شجاع (٤) على هذا وحين قدم القاضي الإمام علي السعدي -رحمه الله- (٥) من بحار السمر قند (٦) واستغنى [بهذا] (٧) فكتب أنه رهن وليس


(١) لم أقف عليه.
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) انظر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٧/ ١٣٩)، البناية شرح الهداية (١١/ ٤٦).
(٤) عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر -بالتحريك-، العلامة أبو شجاع البسطامي، ثم البلخي، [المتوفى: ٥٦٢ هـ].
ذكره ابن السمعاني فقال: مجموع حسن وجمله مليحة، مفت، مناظر، محدث، مفسر، واعظ، أديب، شاعر، قال: وكان مع هذه الفضائل حسن السيرة، جميل الأمر، مليح الأخلاق، مأمون الصحبة، نظيف الظاهر والباطن، لطيف العشرة، فصيح العبارة، مليح الإشارة في وعظه، كثير النكت والفوائد، وكان على كبر السن حريصا على طلب الحديث والعلم، مقتبسا من كل أحد، قال لي: ولدت في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، سمع ببلخ أباه، وأبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، وإبراهيم بن محمد الإصبهاني، وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني وعليه تفقه، وجماعة كبيرة.
انظر: تاريخ الإسلام (١٢/ ٢٨١)، الاعلام للزركلي (٥/ ٦١).
(٥) انظر: البناية شرح الهداية (١١/ ٤٦).
(٦) من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالا، مبنية على شاطئ واد يعرف بوادي القصارين، وكانت تضم قصورا عظيمة. وأصل الاسم "شمر أبو كرب"، ثم حرف الاسم إلى "شمركنت" ثم عربت إلى "سمرقند"، ومعناها وجه الأرض. والموقع: تقع سمرقند في بلاد ما وراء النهر وهي اليوم ثاني مدن جمهورية أوزبكستان في الاتحاد السوفيتي سابقا، وقد كانت عاصمة بلاد ما وراء النهر لمدة خمسة قرون منذ عهد السامانيين إلى عهد التيموريين. وقد أطلق عليها الرحالة المسلمين اسم "الياقوتة" الراقدة على ضفاف نهر زرافشان.
انظر: معجم البلدان (٣/ ٢٤٧).
(٧) في (ب) في هذا.