للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والثانية: دار بين شريكين في سكة غير نافذة باع أحد الشريكين نصيبه من الدار من إنسان، فالشفعة أولاً للشريك في الدار، فإن سلم فللشريك في الحائط المشترك الذي يكون بين الدارين، فإن سلم فلأهل السكة، الكل في ذلك على السواء، فإن سلم فللجار الذي يكون ظهر هذه الدار إلى داره، وباب تلك الدار في سكة أخرى.

ثم اعلم أن في [كل] (١) موضع سلم للشريك الشفعة إنما يثبت للجار حق الشفعة إذا كان الجار قد طلب الشفعة حين سمع البيع، وإن لم يكن له حق الأخذ في الحال، أما إذا لم يطلب الشفعة حين سلم (٢) الشريك الشفعة فلا شفعة له.

ولقوله -عليه السلام-: «جَارُ الدَّار أَحَقُّ بالدَّارِ والأَرض، يُنتظر له وإن كان غائبًا» (٣).

وفي رواية «الأسرار» (٤): «ينتظر بها [عدا ما لا ينتظر] (٥) إذا كان غائبًا».

[ثم قال في «الأسرار»: «فإن قيل: المراد به أحق بها عرضًا عليه للبيع؛ ألا ترى أنَّه فَسَّر الحق بالانتظار إذا كان غائبًا» (٦) (٧).


(١) زيادة من: (ع).
(٢) في (ع): «سالم».
(٣) أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير»: ٧/ ١٩٦، باب السين، باب عن قتادة عن الحسن، رقم الحديث: ٦٨٠١. وقال ابن حجر في «الدراية في تخريج أحاديث الهداية»: ٢/ ٢٠٢: لم أجده هكذا في حديث واحد، وإنما هو ملفق من حديثين، فأخرج الأربعة وابن حبان والبزار والدارقطني كلهم من رواية قتادة عن الحسن عن سمرة بلفظ: «جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض» وفي لفظ: «جار الدار أحق بشفعة الدار» وفي لفظ: «جار الدار أحق بالدار»، وأخرجه النسائي والبزار من رواية عيسى بن يونس عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة، وبه عن قتادة عن أنس به، قال البزار: جمعهما عيسى بن يونس. وفي الباب عن الشريد بن سويد الثقفي أخرجه أحمد في مسنده بلفظ: «جار الدار أحق بالدار من غيره»، وأما بقية الحديث فأخرجه الأربعة أيضًا من طريق عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر رفعه: «الجار أحق بشفعة جاره، ينتظر بهما وإن كان غائبًا، إذا كان طريقهما واحدًا» قال الترمذي: لا نعلم من رواه إلا عبد الملك، وقد تكلم شعبة فيه لأجل هذا الحديث، وقال الشافعي: نخاف ألا يكون محفوظًا، وقال أحمد: هو منكر، وقال يحيى بن سعيد: أنكره الناس عليه، ويقال إنه رأى عطاء، أدرجه عبد الملك. وانظر: نصب الراية: ٤/ ١٧٢.
(٤) الأسرار في الأصول والفروع، وهو مجلد كبير -خ، للشيخ، العلامة أبي زيد عبيد الله بن عمر الدبوسي الحنفي (تـ ٤٣٢ هـ). ينظر: كشف الظنون: ١/ ٨١، الأعلام للزركلي: ٤/ ١٠٩.
(٥) زيادة من: (ع).
(٦) ينظر: العناية: ٩/ ٣٧١.
(٧) ما بين المعكوفين ساقط من: ع، وسببه انتقال النظر.