للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: إنَّ النبيَّ -عليه السلام- جعله أحقَّ على الإطلاق، فيكون أحق بها قبل البيع وبعده.

وقوله: «ينتظر»: تفسير لبعض ما شمله كلمة: أحق.

ولأن ما روي عن عمرو بن الشَّريد (١)، عن أبيه، عن النبي -عليه السلام- أنه سُئِل عن أرض بِيعت ليس لأحد فيها شريك ولا نصيب! فقال: «الجارُ أَحَقُّ بِشُفعته» (٢)، فهذا يُبطل ذلك التأويل إذا كان طريقهما واحدًا، أي: إذا كان طريق البائع والجار.

السَّقَب [بالسين] (٣): القرب، والصاد [لغة] (٤)، وهما (٥) مصدر: أسقبت الدار، وصقبت، والصاقب: القريب (٦).

ومعنى الحديث: «الجار أحق بسَقَبه» [أن] (٧) الجار أحقُّ بالشفعة إذا كان جارًا مُلاصقًا.

والباء من صلة «أحق» لا للتسبيب (٨)، [كما في قوله تعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ} (٩) (١٠)، وأريد بالسقب الساقب على معنى: ذو السقب، أو تسمية بالمصدر، أو وصف به، كذا في «المغرب» (١١) (١٢).

وقال الشافعي (١٣): «لا شفعة بالجوار» (١٤).


(١) هو عمرو بن الشريد بن سويد الثقفي الطائفي، روى عن: أبيه، وأبي رافع مولى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسعد بن أبي وقاص، وروى عنه: عمرو بن شعيب، وبكير بن عبد الله بن الأشج، ويعلى بن عطاء، وإبراهيم بن ميسرة، وثقه أحمد العجلي. ينظر: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام: ٢/ ١١٥١، تهذيب الكمال في أسماء الرجال: ٢٢/ ٦٣.
(٢) أخرجه أبو داود في سننه: ٣/ ٢٨٦، كتاب الإجارة، باب في الشفعة، رقم الحديث: ٣٥١٨، وابن ماجه في سننه: ٢/ ٨٣٣، كتاب الشفعة، باب الشفعة بالجوار، رقم الحديث: ٢٤٩٤، وقال الألباني: صحيح. ينظر: إرواء الغليل: ٥/ ٣٧٨.
(٣) ساقطة من: (ع).
(٤) زيادة من: (ع).
(٥) في (ع): «وهي».
(٦) معجم مقاييس اللغة: ٣/ ٢٩٦.
(٧) زيادة من: (ع).
(٨) في (ع): «والباء صلة «أحق»، لأنه السبب».
(٩) سورة البقرة، من الآية: ٢٢٨.
(١٠) ساقط من: (ع).
(١١) ينظر: المغرب: ١/ ٤٠١.
(١٢) هو المغرب في ترتيب المعرب، لأبي الفتح المطرزي (تـ ٦١٠ هـ)، وهو في اللغة، تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من الغريب، اختصره من مصنف آخر له بعد الاستعانة بكتب أخرى. ينظر: هدية العارفين: ٢/ ٤٨٨، اكتفاء القنوع بما هو مطبوع: ص ٣٢١.
(١٣) هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هشام بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، أبو عبد الله القرشي، ثم المطلبي، الشافعي المكي الغزي، من كتبه: الأم والرسالة، توفي في آخر رجب سنة ٢٠٤ هـ. ينظر: سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٥، طبقات الحفاظ للسيوطي: ص ١٥٨، طبقات الشافعية الكبرى: ٢/ ٧١.
(١٤) ينظر: الهداية في شرح بداية المبتدي: ٤/ ٣٠٨، البناية: ١١/ ٢٧٩، العناية: ٩/ ٣٧١.