للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا الذي ذكره {هو} (١) رواية هشام (٢) عن محمد -رحمهما الله- (٣) اعتبارًا بالوصيّة، فإن الثلث في الوصيّة كالذي دونه (٤).

(ويُرْوَى عنهُ الرُّبُع) (٥)، يعني: إذا كان الذّاهب الرُّبُع لا يجوز؛ لأنّ للرُّبُعِ حُكْمُ [الكُلِّ] (٦) وهو رواية ابن شجاع (٧) عن أبي حنيفة -رحمهما الله- (٨).

(ويُرْوَى الثُّلُث) (٩)، يعني: إذا كان الذاهب الثُّلُث لا يجوز، وإِن كان أَقَلَّ من الثُّلُثِ يجوز؛ لأنّ النبي -عليه السلام- سمَّى الثُّلُثَ كثيرًا في قوله: «الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَثِيْرٌ» (١٠)، وهو رواية بِشْرٍ (١١) عن أبي حنيفةَ/، كذا في "المبسوط" (١٢).


(١) سقطت من (ب).
(٢) هِشَام: هو هشام بن عبيدالله الرازي، أحد أئمة السُّنَّة، تفقه على أبي يوسف ومحمد بن الحسن، روى عن: مالك وابن أبي ذئب وحماد بن زيد، وغيرهم، وحدَّثَ عنه: بقية بن الوليد وأبو حاتم، وجماعة، قال هشام: لقيت ألفًا وسبع مائة شيخ أصغرهم عبدالرزاق قال أبو حاتم: صدوق، وما رأيت أحدًا أعظم قدرًا، ولا أجل من هشام ابن عبيد الله بالري، قال الصيمري: غير أنه كان لينًا في الرواية، من تصانيفه: "النوادر" و "صلاة الأثر"، تُوُفِّيَ سنة ٢٢١ هـ. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٤٦)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٢٠٥)، الفوائد البهية للكنوي (ص ٢٢٣).
(٣) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٢/ ١٦)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٣٥).
(٤) يُنْظَر: الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير (ص ٤٧٣)، المبسوط للسرخسي (١٢/ ١٦)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ٧٥).
(٥) يُنْظَر: الهداية شرح بداية المبتدي (٤/ ١٤٦٩).
(٦) في (ب): (الكمال).
(٧) ابْنْ شُجَاع: أبو عبدالله، محمد بن شجاع الثَّلْجِيّ، البغدادي، الحنفي، يُعْرَفُ بابن الثَّلْجِيِّ، كان فقيه العراق في وقته، والمقّدَّم في الفقه والحديث، صاحب ورَعٍ وعِبادة، روى عن يحي بن آدَم وإسماعيل بن عُلَيَّة وو كيع، وغيرهم، وروى عنه: يعقوب بن شيبة ومحمد بن أحمد بن يعقوب، وآخَرِين، وتفقَّهَ على الحسن بن أبي مالك والحسن بن زياد، وكان مضَّعَّفَاً في الحديثِ، ويُرْمَى بالاعتزال والابتداع، من مصنفاته: "تصحيح الآثار" و "كتاب النوادر" و "كتاب المضاربة"، تُوُفِّيَ فجأَةً سنة ٢٦٧ هـ. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (١٢/ ٣٧٩ وما بعدها)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٦٠)، الفوائد البهية للكنوي (ص ١٧١).
(٨) يُنْظَر: الجامع الصغير وشرحه النافع الكبير (ص ٤٧٣)، المبسوط للسرخسي (١٢/ ١٦)، البناية شرح الهداية (١٢/ ٣٦).
(٩) يُنْظَر: الهداية شرح بداية المبتدي (٤/ ١٤٦٩).
(١٠) أخرجه البخاري في "صحيحه" (٤/ ٣) كتاب (الوصايا) باب (الوصية بالثُّلُثْ) برقم (٢٧٤٤) بسنده، عن عامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أَبِيْه -رضي الله عنه-، قالَ: مَرِضْتُ، فَعَادَنِي النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا يَرُدَّنِي عَلَى عَقِبِي، قَالَ: «لَعَلَّ اللَّهَ يَرْفَعُكَ وَيَنْفَعُ بِكَ نَاسًا»، قُلْتُ: أُرِيدُ أَنْ أُوصِيَ، وَإِنَّمَا لِي ابْنَةٌ، قُلْتُ: أُوصِي بِالنِّصْفِ؟ قَالَ: «النِّصْفُ كَثِيرٌ»، قُلْتُ: فَالثُّلُثِ؟ قَالَ: «الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ أَوْ كَبِيرٌ»، قَالَ: فَأَوْصَى النَّاسُ بِالثُّلُثِ، وَجَازَ ذَلِكَ لَهُمْ.
- وأخرجه مسلم (٣/ ١٢٥٠) برقم (١٦٢٨).
(١١) بِشْر: هو أبو الوليد، بشر بن الوليد بن خالد، الكِندي، والكِنْدي نِسْبة إلى قبيلة كِنْدَة باليمن، فقيه حنفي، قاضي العراق، وهو أحد أصحاب أبي يوسف خاصة، وعنه أخذ الفقه، سَمِع: مالكاً وحماداً بن زيد وغيرهما، روى عنه: أبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وأبو العباس الثقفي وغيرهم، وثَّقَهُ أبو داود والدارقطنيُّ، تُوُفِّيَ في ذي القعدة سنة ٢٣٨ هـ. يُنْظَر: سير أعلام النبلاء (١٠/ ٦٧٣ وما بعدها)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية (١/ ١٦٦)، الفوائد البهية للكنوي (ص ٥٤).
(١٢) يُنْظَر: الأصل للشيباني (٥/ ٤٠٩)، المبسوط للسرخسي (١٢/ ١٦)، بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٥/ ٧٥).