كتاب النهاية في شرح الهداية - السغناقي

كتاب الكراهية - [نظر الرجل من ذوات محارمه] - ج: 23 - ص: 87

({وَلَايُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} (١) (٢) ذكر الزينة هنا مبالغة في النّهي عن إبداء مواضعها كما في قوله تعالى: {وَلَاالْقَلَائِدَ} (٣) في حرمة تعرض محلها (٤).

(والمراد -والله أعلم- مواضع الزينة، وهي ما ذُكِر في الكتاب (٥) (٦) أي: من الوجه والرأس إلى آخره.

وإنّما قلنا أن هذه مواضع الزينة؛ لأنّ الرأس موضع التّاج (٧) والإكليل (٨)، والشّعر موضع العِقَاص (٩)، والعُنُق موضع القلادة، والصّدر كذلك؛ فالقلادة والوشاح (١٠) قد ينتهي إلى الصّدْر، والأُذُن موضع القُرْط (١١)، والعَضُد موضع الدُّمْلُوج (١٢)، والسّاعد موضع السِّوار، والكف موضع الخاتم والخِضاب، والسّاق موضع الخَلْخَال (١٣)، والقدم موضع الخضاب، كذا في "المبسوط" (١٤).

---

(١) سورة النور آية (٣١).
(٢) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٩١).
(٣) سورة المائدة الآية (٢).
(٤) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٠/ ١٤٩)، تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (٦/ ١٩)، البناية شرح الهداية (١٢/ ١٥٣ - ١٥٤).
(٥) الْكِتَاب: الْمُراد به هُنا: مختصر القدوري، وذلك بقوله: (ويَنظُر الرَّجُل مِن ذواتِ مَحارِمِه إلى الوجهِ والرَّأسِ والصَّدرِ والسَّاقَين والعَضُدَين). يُنْظَر: مختصر القدوري (ص ٢٤١).
(٦) يُنْظَر: الهداية شرح البداية (٤/ ١٤٩١).
(٧) التَّاج: جَمْعُ: تِيْجان، وهو ما يُصَاغ لِلمُلوكِ مِن الذَّهَب والجَوْهَر ويُوضَعُ على رُؤوسِهم، وقد توَّجَه: إذا أَلْبَسَه التَّاجْ، ويُقَال: أَنَّهُ خاصٌّ بالعَجَم، ولهذا يُقال: العَمائم تِيجَان العَرَب. يُنْظَ: النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٩٩)، مختار الصحاح (ص ٤٧)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (١/ ٧٨).
(٨) الإِكْلِيْل: الْمُرادُ به هُنا: شِبْهُ عِصابة تُزَيَّن بالجوَاهر، وهِي شَبِيْهة بالتَّاج، حتى أَنَّ بَعْضَهم عَدَّ التَّاجَ إكْلِيْلاً، يُنْظَر: مختار الصحاح (ص ٢٧٢)، القاموس المحيط (ص ١٨٢)، لسان العرب (٢/ ٢١٩).
(٩) العِقاص: سَيْرٌ أو خيطٌ يُجْمَعُ به الشَّعْرُ وأطراف ذَوائِب الشَّعْر. يُنْظَر: الْمُغْرب في ترتيب الْمُعرب (ص ٣٥٢)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٤٢٢).
(١٠) الوِشاح: الْمُراد به هُنا: شئ يُنْسَجُ مِن أَدِيم عَرِيْضاً ورُبَّما يُرَصَّعُ بِالجَواهر والخَرَز، وتَشُدُّه الْمَرْأَة بَيْن عاتِقَيْها يُنْظَر: الصحاح للجوهري (١/ ٤١٥)، النهاية في غريب الحديث والأثر (٥/ ١٨٧).
(١١) القُرْط: ما يُعَلَّقُ على شحْمَةِ الأُذُن مِنَ الْحُلِيِّ. يُنْظَر: الْمُغْرب في ترتيب الْمُعْرَب (ص ٤٠٨)، مختار الصحاح (ص ٢٥١)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٤٩٨).
(١٢) الدُّمْلُوج: والدُّمْلُج: وهو نوعٌ من الحُلِيُّ يوضَعُ في العَضُد، ويُسَمَّى أيضاً: الْمِعْضَد. يُنْظَر: الصحاح للجوهري (١/ ٣١٦)، طِلْبَة الطَّلَبة في الاصطلاحات الفقهية (ص ٨٩)، الُمُغْرب في ترتيب الْمُعرب (ص ١٨٥).
(١٣) الْخَلْخَال: حِلْيَةٌ كالسِّوار تلبَسُهُ النِّساءُ في أَرْجُلِهِن، يُقال: تخَلْخَلَت المرأة: لَبِسَت الْخَلْخَل. يُنْظَلر: لسان العرب (١١/ ٢٢١)، معجم لغة الفقهاء (١/ ١٩٩).
(١٤) يُنْظَر: المبسوط للسرخسي (١٠/ ١٤٩)، المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٨/ ٢٧)، الاختيار لتعليل المختار (٤/ ١٥٥).