للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(بِمِثْلِهِ (١) أي: بمثل قدر الموعود المسمى الذي أخذه الراهن (مِنَ المُرْتَهِنِ كَسَلَامَتِهِ بِبَرَاءَةِ ذِمَّتِهِ (٢) (٣) أي: ذمَّة الرَّاهن، يعني: إذا كانت ذمَّة الرَّاهن مشغولة بدين (٤) المرتهن كأن يسقط الدين عنه بهلاك الرهن في يد المرتهن بطريق المقاصة، (٥) ولا يصير ذلك كذلك إلا أنْ يصير مالية الراهن (٦) للراهن ليصير ماله قصاصاً بما عليه، وعند ذلك كان للمعير أن يرجع بما (٧) سلم له (٨).

فكذلك ههنا يرجع عليه بما سلم له من استيفاه من المرتهن (لأَن اسْتِرْدَادَ القِيمَةِ كَاسْتِرْدَادِ العَيْنِ (٩)؛ لأنَّ المعير بالإعتاق صار مستردًا (١٠) العبد من المرتهن، ثم المرْتَهِنُ بالتضمين صار مستردًا قيمة العبد من المعير فتكون رهنًا عنده؛ لأنها بدله.

وذلك لأنَّ حق المرْتَهِنِ تعلَّق بماليَّته برضاء (١١) المعير، وقد استهلكه بإعتاقه فهو كما لو استهلكه بالإتلاف، وهو في هذا الحكم كأجنبي آخر فيضمن قيمته وتكون القيمة رهنًا في يده حتى يقبض دينه من الراهن ثم يردها على المعير (١٢).

(فَإِنَّهُ كَانَ أَمِيناً [خَالَفَ (١٣) (١٤) ثُمَّ عَادَ إِلَى الوِفَاقِ (١٥) (فَيَبْرَأُ (١٦) عَنِ الضَّمَانِ (١٧) (١٨).


(١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠).
(٢) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠).
(٣) قال بدر الدين العيني: كسلامته: أي كسلامة الراهن. ببراءة ذمته: أي عن الدين. البناية شرح الهداية (١٣/ ٣٤).
(٤) وفي (ب) (بذمة).
(٥) المقَاصَّة: مأخوذة من قولهم: قصصت الأثر؛ أي تتبعته، وقاصصته قصاصاً ومقاصة؛ إذا كان لك عليه دين، مثل ماله عليك، فجعلت الدين في مقابلة الدين.
يُنْظَر: المصباح المنير (٢/ ٥٠٥)، مجموع الفتاوى (١٤/ ٧٤)، المعجم الوسيط (٢/ ٧٣٩).
(٦) وفي (ب) (الرهن).
(٧) وفي (ب) (ما).
(٨) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٣٤).
(٩) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠).
(١٠) وفي (ب) (مسترد).
(١١) وفي (ب) (برضا)، وهي الصواب.
(١٢) يُنْظَر: المَبْسُوط؛ للسرخسي (٢١/ ١٦٠، ١٦١)، العناية شرح الهداية (١٥/ ٧٣)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٣٤).
(١٣) خالف: أي بالاستخدام والركوب. البناية شرح الهداية (١٣/ ٣٥).
(١٤) سقط في (ب).
(١٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠).
(١٦) وفي (ب) (فتبرأ).
(١٧) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٠).
(١٨) أي: عاد إلى الوفاق بالرهن برئ من الضمان. البناية شرح الهداية (١٣/ ٣٥).