للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(لا يَسقُطُ شَيءٌ مِنَ الدَّينِ عِندَنَا لِمَا ذَكَرْنَا (١) إشارة إلى قوله لنا: (أَنَّ نُقْصَانَ السِّعرِ عِبَارَةٌ عَن فُتُورِ رَغَبَاتِ النَّاسِ (٢) إلى آخره (٣).

(كَالمَبِيعِ (٤) إِذَا قُتِلَ قَبْلَ القَبْضِ، وَالمَغْصُوبِ إِذَا قُتِلَ فِي يَدِ الغَاصِبِ (٥) أي: إذا قتلهما العبد ودُفع (٦) العبدُ القاتل مكانهما.

وإنما قيد فيهما: بالقتل؛ لأن سعرهما لو نقص مما كانا عليه من وقت البيع [والغصب] (٧) لا خيار للمشتري والمغصوب منه، بل يأخذهما من غير خيار.

أما لو قتلهما عبد فدفع مكانهما: يتخير المشتري بين أن يأخذه بكل الثمن، وبين أن يفسخ البيع لتغير المبيع، وفي الغصب يتخير (٨) المغصوب منه بين أن يأخذ [مكان] (٩) المدفوع [منه مكانه] (١٠)، وبين أن يطالب الغاصب بقيمة المقتول إلى هذا أشار الإمام المحبوبي (١١) - رحمه الله- في الجامع الصغير (١٢) وصاحب الإيضاح في الإيضاح (١٣).

(وَأَنَّهُ مَنْسُوخٌ (١٤) (١٥)


(١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٢).
(٢) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥١).
(٣) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٨٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٤١).
(٤) أي: العبد المبيع.
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٢).
(٦) وفي (ب) (دفع).
(٧) زيادة في (ب).
(٨) وفي (ب) (يتغير).
(٩) زيادة في (ب).
(١٠) سقط في (ب).
(١١) هو: جمال الدين، أبو الفضل عبيد الله بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز بن محمد بن جعفر ابن هارون بن محمد بن أحمد بن محبوب بن الوليد بن عبادة بن الصامت الانصاري العبادي المحبوبي البخاري الحنفي، انتهت إليه معرفة المذهب، والمعروف بأبي حنيفة الثاني، قال الذهبي في المؤتلف والمختلف عالم الشرق شيخ الحنفية (ت ٦٣٠ هـ). يُنْظَر: الجواهر المضية (١/ ٣٣٦)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٣٤٥).
(١٢) هو شرح لكتاب الجامع الصغير للشيباني. يُنْظَر: الجواهر المضية (٢/ ٤٤٩)، هدية العارفين؛ لإسماعيل باشا (٥/ ٦٤٩).
(١٣) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٨٥)، البناية شرح الهداية (١٣/ ٤١)، مجمع الضمانات (٢٩٦).
(١٤) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٢).
(١٥) النسخ: يطلق بمعنى الإزالة، ومنه قوله تعالى: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ}.
ويأتي بمعنى التبديل ومنه {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ}.
واصطلاحا: رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر. ويطلق الناسخ على الله تعالى كقوله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ}، وعلى الآية، فيقال: هذه الآية ناسخة لآية كذا. وعلى الحكم الناسخ لحكم آخر.
والمنسوخ: هو الحكم المرفوع بالنسخ. يُنْظَر: المستصفى (٩٧)، رفع الحاجب (٤/ ٢٦)، البرهان في علوم القرآن (٢/ ٢٩، ٣٠)، التعريفات؛ للجرجاني (٧٦)، الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٥٥)، مناهل العرفان في علوم القرآن (٢/ ١٢٧).