للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(أَو مَا يَرْجِعُ عَلَيهِ (١) معطوف على قوله: (مَا كَانَ لَهُ (٢) أي: يزول بعقد الحوالة (عَنْ مِلْكِ المُحِيلِ (٣) (عَلَى المُحْتَالِ عَلَيهِ (٤) مثل الذي يرجع المحتال عليه على المحيل.

(لأَنَّهُ بِمَنزِلَةِ الوَكِيلِ (٥) أي: المحتال عليه بمنزلة الوكيل بقضاء الدين عن المحيل (٦).

(وَكَذَا لَو تَصَادَقَا عَلَى أَنْ لا دَينَ ثُمَّ هَلَكَ) (يَهْلَكُ بِالدَّيْنِ (٧).

هذا الذي ذكره مخالف لرواية المَبْسُوط (٨)؛ فإنه قال في المَبْسُوط: وإذا تصادقا على أن لا دين فإنما يسلم هذا أي: كون الرهن مضمونًا فيما إذا كان تصادقهما بعد هلاك الرهن والدين كان واجباً ظاهراً حين هلك الرهن، ووجوب الدين ظاهراً يكفي لضمان الرهن فصار مستوفياً، فأما إذا تصادقا على أن لا دين والرهن قائم ثم هلك الرهن فإن هناك تهلك أمانته؛ لأن بتصادقهما ينتفي الدين من الأصل وضمان الرهن لا يبقى بدون الدين والله أعلم (٩).

وهذه المسائل كلها من قوله: (وَلَو اسْتَوفَى المُرْتَهِنُ الدَّيْنَ (١٠) إلى هذا يرد نقضاً بجواب (١١) الاستحسان من حيث الظاهر فأجاب عنها بما ذكر في الكتاب وقد بيَّناه والله أعلم.

كِتَابُ (١٢) الجِنَايَات


(١) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧).
(٢) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧).
(٣) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧).
(٤) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٥٧).
(٦) يُنْظَر: العناية شرح الهداية (١٥/ ١١٣)، البناية شرح الهداية (١١/ ٦٠).
(٧) بداية المبتدي (٢٣٩).
(٨) قال الإمام البابرتي: اخْتيَارُ بعْضِ الْمَشَايخِ اخْتارَهُ الْمُصَنّفُ، ووَجْهُ مُخْتارِ الْمُصَنّفِ ما ذكَرَهُ منْ توَهُّمِ وجُوبِ الدّيْنِ بالتَّصَادُقِ علَى قيَامِهِ يعني بعْدَ التّصَادُقِ علَى عَدَمهِ لجَوَازِ أنْ يتَذَكَّرَا وُجُوبهُ بَعدَ التّصَادُقِ علَى انتِفَائِهِ فتَكُونَ الجِهَةُ باقِيَةً، وضَمَانُ الرَّهنِ مُتحَقِّقٌ بِتوَهُّمِ الوُجُوبِ. العناية شرح الهداية (١٥/ ١١٣). وينظر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٦٠).
(٩) يُنْظَر: المَبْسُوط؛ للسرخسي (٢١/ ٩١).
(١٠) بداية المبتدي (٢٣٩).
(١١) وفي (ب) (لجواب)، وهي الصواب لموافقتها سياق الكلام.
(١٢) الكتاب لغة: مصدر بمعنى المكتوب، ومنه الكتابة: وهي جمع الحروف المنظومة وتأليفها بالقلم ومنه الكتاب لجمعه أبوابه وفصوله ومسائله، والكتاب: ما يكتب فيه، والكتاب ههنا يغلب عند إطلاقه على القرآن، من بين الكتب في عرف أهل الشرع.
يُنْظَر: العين؛ للفراهيدي (٥/ ٣٤١)، لسان العرب (١/ ٦٩٨)، الكليات (٧٦٧).
واصطلاحاً: هو القرآن: وهو كلام الله تعالى، المنزل، المعجز بنفسه، المتعبد بتلاوته. ينظر: المختصر في أصول الفقه (٧٠)، مناهل العرفان في علوم القرآن (١/ ١٥)، المعجم الوسيط (٢/ ٧٢٢).