للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَرُوِيَ أَنَّ [سَبْعَةً] (١) مِنَ الصَّحَابَةِ -رضي الله عنهم-؛ رَأَوْا تِلْكَ الرُّؤْيَا، فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ.

(وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍ -رحمه الله- (٢) يُنْكِرُ هَذَا، وَيَقُولُ: تَعْمَدُونَ إِلَى مَا هُوَ مِنْ مَعَالِمِ الدِّينِ، فَتَقُولُونَ ثَبَتَ بِالرُّؤْيَا؛ كَلَّا، وَلَكِنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، حِينَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، وَجُمِعَ لَهُ النَّبِيُّونَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ؛ أَذَّنَ مَلَكٌ، وأقام، وَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.

وَقِيلَ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ -عليه السلام- عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَتَّى قَالَ كَثِيرُ بْنُ مُرَّةَ (٣): أَذَّنَ جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ فَسَمِعَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، وَلَا مُنَافَاةَ بَيْنَ هَذِهِ الْأَسْبَابِ؛ فَيُجْعَلُ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ ( (كان): ساقطة من (ب)


(١) في (أ): (شعبة) والمثبت من (ب) (سبعة) وهو الصحيح، انظر "شرح ابن ماجه" لمغلطاي (ص: ١٠٩٥).
(٢) أبو جعفر: هو الإمام، أبو جعفر؛ محمد بن علي بن الحسين بن علي العلوي، الفاطمي، المدني، ولد زين العابدين. ولد: سنة ٥٦ هـ، في حياة عائشة وأبي هريرة، قال عنه الذهبي: كان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد، والشرف، والثقة، والرزانة، وهو أحد الأئمة الإثني عشر الذين تبجلهم الشيعة الإمامية تُوُفِّي أَبُو جَعْفَر سنة ١١٤ هـ. انظر " الطبقات الكبرى لإبن سعد " (٥/ ٢٤٦)، "تاريخ الإسلام للذهبي " (٣/ ٣٠٨)، "سير أعلام النبلاء للذهبي (٤/ ٤٠١).
(٣) كثير بن مرة الحضرمي: ويكنى أبا شجرة. وكان قد أدرك بحمص سبعين بدرياً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سمع عمر -رضي الله عنه-، وروى عن: معاذ بن جبل، ونعيم بن همار، وعمرو بن عبسة، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعوف بن مالك، -رضي الله عنهم- وجماعة ووثّقه ابن سعد والبجليّ والنّسائيّ وغيرهم، واخرج له أصحاب السنن والبخاري في القراءة خلف الإمام، توفي سنة ٨١ هـ.
أنظر: " الطبقات الكبرى لإبن سعد " (٧/ ٣١١)، "تاريخ الإسلام للذهبي " (٢/ ٩٩٢)، " أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير " (٤/ ١٦١)، " سير أعلام النبلاء للذهبي " (٤/ ٤٦) " الإصابة في تمييز الصحابة … لابن حجر " (٥/ ٤٧٦).