للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قلت: كنت على هذا زمانا في طلب الرواية التي تشهد على صحة عمل الأمة، فوجدت رواية في المستخلص للسيد الإمام أبو القاسم السمرقندي رحمه الله (١)، فقال: آداب الدعاء عشرة إلى أن قال: الثالث أن يدعو مستقبل القبلة، ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه قال النبي عليه السلام: «إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا

رفع يده إليه أن يردها (٢) صفرًا» (٣)، (٤).

وكذلك ذكر ركن الإسلام رحمه الله محمد بن أبي بكر (٥) المفتي في شرعة الإسلام في فصل سنن الدعاء بعدما ذكر شرائط جمة، فقال: ويبدأ بالدعاء لنفسه، ويرفع يديه إلى المنكبين، ويجعل باطن كفيه بما يلي وجهه، ولكن لم يثلج به صدري، ولم يهدأ، أي: لم يكن ما يخالج في بحري لما أنهما ليسا من كتب الفقه إلى أن وجدت الرواية في كتاب معتمد في الباب بحيث يسكن به تحالج الصدور، والألباب (٦)، وهو «المبسوط» (٧) و «المحيط» (٨)، فقد ذكر فيهما في باب الاستسقاء: وعن أبي يوسف رحمه الله قال: إن شاء رفع يديه في الدعاء، وإن شاء أشار بإصبعه؛ لأن رفع اليد عند الدعاء سنة هذا لفظهما.


(١) هو: محمد بن يوسف بن محمد بن علي بن محمد العلوي الحسني أبو القاسم، ناصر الدين، المدني السمرقندي: فقيه حنفي، عالم بالتفسير والحديث والوعظ من أهل سمرقند. حج سنة ٥٤٢ وأقام في عودته مدة ببغداد. ومات بسمرقند. وقيل: قتل بها صبرًا. وكان شديد النقد للعلماء والأئمة. له تصانيف، منها: (الفقه النافع)، و (جامع الفتاوى)، و (الملتقط في الفتاوى الحنفية).
(الجواهر المضية: ٢/ ٢٦٣)، و (الأعلام للزركلي: ٧/ ١٤٩)، و (معجم المؤلفين: ٨/ ١٢٦).
(٢) في (ب): يردهما
(٣) رواه أبو داود في سننه (١٤٩٠) ٠ كتاب الوتر، باب الدعاء. والترمذي في سننه (٣٥٥٦)، كتاب الدعوات. وابن ماجه في سننه (٣٨٦٥)، كتاب الدعاء، باب رفع اليدين في الدعاء. من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال الألباني: حديث صحيح ينظر: صحيح أبي داود- الأم ٥/ ٢٢٦.
(٤) يُنْظَر: حاشية ابن عابدين: ١/ ٥٠٧.
(٥) هو: محمد بن أبي بكر بن محمد الإمام المفتي الملقب ركن الدين البخاري، أحد مشايخ الإمام جمال الدين المحبوبي رحمة الله عليهما. (الجواهر المضية: ٢/ ٣٦).
(٦) يُنْظَر: الفتاوى الهندية: ١/ ٢٣٢.
(٧) يُنْظَر: المَبْسُوط للِسَّرَخْسِي: ٢/ ١٤١.
(٨) يُنْظَر: المحيط البرهاني: ٢/ ٢٦٨.