للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا كان قادرًا على بعض القيام دون تمامه كيف يصنع؟ قال الفقيه أبو جعفر (١): [لأنه] (٢) يؤمر [أن يقوم مقدار ما يقدر، فإذا عجز قعد حتّى أنه إذا كان قادرًا على أن يكبّر قائمًا] (٣)، ولا يقدر على القيام للقراءة، أو كان يقدر على القيام لبعض القراءة دون تمامها، فإنّه يؤمر بأن يكبّر قائمًا؛ [بأن يقوم مقدار ما يقدر، فإذا عجز قعد، حتى أنه إذا كان قادرًا على أن يُكبّر قائمًا] (٤)، ويقرأ ما يقدر عليه قائمًا، ثم يقعد إذا عجز، وبه أخذ شمس الأئمة الحلواني (٥) -رحمه الله- (٦).

الفرق بين صلاة المريض وصيامه

وفي «المبسوط» (٧) (٨): فرَّق بين هذا وبين الصوم، فإن المريض إذا كان قادرًا على الصوم في بعض اليوم، ثم عجز؛ فإنّه لا يصوم أصلًا، وهاهنا يصلي ووجه الفرق بينهما أنّ في الصوم، لمّا أفطر في آخر اليوم لم يكن فعله في أوّل اليوم معتدًا (٩)، به فلا يشتغل به، وفي الصلاة يبقى قيامه في أوّلها معتدًا (١٠) به، وإن قعد في آخرها [فيشتغل] (١١) به، ثم إذا قدر على القيام متكئًا (١٢).


(١) محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر، أبو جعفر البلخي الهندواني. إمام جليل القدر كان على جانب عظيم من الفقه والذكاء والزهد والورع، ويقال له: أبو حنيفة الصغير. تفقه على أبي بكر الأعمش، وروى الحديث عن محمد ابن عقيل البلخي وغيره. والهندواني بكسر الهاء وضم الدال المهملة نسبة إلى باب هندوان محلة ببلخ. وتفقه عليه نصر بن محمد أبو الليث الفقيه وجماعة كثيرة. ينظر: الجواهر المضية ٢/ ٦٨، الفوائد البهية ص ١٧٩، شذرات الذهب ٣/ ٤١.
(٢) [ساقط] من (أ).
(٣) [ساقط] من (ب).
(٤) [ساقط] من (أ).
(٥) عبد العزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الحلواني، الملقب شمس الأئمة، من أهل بخارى، إمام أصحاب أبي حنيفة بها فى وقته. حدث عن أبي عبدالله غنجار البخاري، تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، روى عنه أصحابه مثل أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي شمس الأئمة، وبه تفقه وعليه تخرج وانتفع وأبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي، وأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، توفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربع مائة بكش وحمل إلى بخارى ودفن فيها. ينظر: لسان الميزان ٤/ ٢٤، الجواهر المضية ١/ ٣١٨، الفوائد البهية ص ٩٥.
(٦) ينظر: المحيط البرهاني ٢/ ٢٧١، البناية شرح الهداية ١/ ٦٣٥.
(٧) كتاب المَبْسُوط لشمس الدين أبي بكر مُحَمَّد بن أبي سهل السَّرَخْسِي حققه خليل محي الدين الميس وطبعته دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بلبنان من أصول المذهب الحنفي في الفقة يقول عن كتابه في المقدمة (فرأيت الصواب في تأليف شرح المختصر لا أزيد على المعنى المؤثر في بيان كل مسألة اكتفاء بما هو المعتمد في كل باب).
(٨) ينظر: المبسوط للسرخسي ١/ ٣٩١.
(٩) في (ب): "مقيدًا".
(١٠) في (ب): "مقيدًا".
(١١) في (أ): "فيشغل".
(١٢) ينظر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٣٩١.