للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١٣٥/ ب] قوله: (مسيرة ثلاثة أيام ولياليها؛ بسير الإبل، ومشي الأقدام) (١) بالنصب في سير الإبل، ومشي الأقدام، هكذا سمعت من الشيخ (٢) -رحمه الله- ووجدته بخطه مقيَّدًا، وهو على البدل من مسيرة، أو على عطف بالبيان منها؛ لأنّ هذا تفسيرها، ولا يشترط في عطف البيان الأعلام؛ لأنّه عبارة عن تابع غير صفة/ [توضيح متبوعه] (٣)، وهذا كذلك، ثم المعنى في تعيين ثلاثة أيام هو أنّ الترخص بالرخص في السفر لمكان الحرج، والمشقة، والحرج في أن تحمل رحلة من غير أهله، ويخطه في غير أهله، وذلك لا يتحقق فيما دون الثالث، ولأن في اليوم الأوّل يحمله من أهله، وفي اليوم الثاني إذا كان مقصده يحطه في أهله، وأمّا إذا كان التقدير بثلاثة أيام [ولياليهما] (٤)، ففي اليوم الثاني يحمل رحله من غير أهله، ويحطه في غير أهله، فيتحقق معنى الحرج (٥)، فلذلك قدَّرنا بثلاثة أيام ولياليها. كذا في «المبسوط» (٦).

وذكر في «المحيط» (٧): ومعنى قول علمائنا: أدنى مدّة السفر مسيرة ثلاثة أيام ولياليها، مع السير الذي لا يكون في ثلاث أيام ولياليها، مع الاستراحات التي تكون في خلال ذلك؛ وهذا لأنّ المسافر لا يمكنه أن يمشي دائما بها، يمشي في بعض الأوقات، وفي بعض الأوقات يستريح، ويأكل، ويشرب.

(عم بالرخصة الجنس، ومن ضرورته عموم التقدير) (٨) أي: النص يقتضي تمكن كل مسافر من استيفاء مدة الرخصة، ولو كان مدة السفر أقل من ثلاثة [أيام] (٩) لا يتمكّن فيتطرق الخلف إلى النصّ، هكذا وجدت بخط الشيخ -رحمه الله-، أي: أثبتت الرخصة حكم مسح ثلاثة أيام لجنس المسافرين، وذلك لا يحصل إذا كان أدنى مدة السفر أقلّ من ثلاثة أيام، فلتلك (١٠) الضرورة أثبت تقدير أدنى مدة السفر بثلاثة أيام (١١).


(١) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٨٠.
(٢) المقصودُ عند الإطلاقِ باسمِ (الشّيخ) الإمام حافظ الدِّين الكبير البخاري (ت ٦٩٣ هـ)، فإذا قال الإمام السَّغناقيّ: قال شيخي، سمعتُ شيخي، كذا بخط شيخي، فهو المراد، وهذا الإطلاقُ مستمرٌّ في جميع مصنفاته، وقد صرح بذلك في كتابه (الكافي). يُنْظَر: المنهل الصَّافي ٥/ ١٦٥، الطبقات السنيّة ٣/ ١٥١.
(٣) في (ب): "يوضح تبوعه".
(٤) ما بين معكوفين ساقط من (أ).
(٥) في (ب): "الخروج".
(٦) ينظر: المبسوط للسرخسي: ١/ ٤٣٢.
(٧) ينظر: المحيط البرهاني: ٢/ ٨٢.
(٨) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٨٠.
(٩) [ساقط] من (أ).
(١٠) في (ب): " فلذلك".
(١١) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ٢٨.