للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفائدة الخلاف: أنّ الإمام إذا سلّم يكبّر المسبوق عند أبي حنيفة، ومحمد -رحمهما الله- تكبيرة؛ لأنه صار مسبوقًا بها قبل أن يرفع الجنازة، وعند أبي يوسف -رحمه الله- يسلّم مع الإمام؛ لأنه لم يصر مسبوقًا بشيء، ولو كان مسبوقًا بأربع ركعات، وجاء قبل أن يسلّم الإمام، فإنّه لا يكون مدركًا للصلاة على قولهما؛ لأنه لو كبّر صار مشتغلًا بقضاء ما سبق به قبل فراغ الإمام، وإذا سلّم الإمام فاتته الجنازة على قول أبي يوسف -رحمه الله- يكبّر، ويشرع في صلاة الإمام، ثم يأتي بالتكبيرات بعدما سلّم قبل أن يرفع الجنازة قالوا: وهذا على قول أبي حنيفة -رحمه الله-، وأمّا قول محمّد يدخل في صلاة الإمام فرق محمّد بين ما إذا أدرك الإمام بعد الرابعة، وبين ما [لو] (١) أدركه بعد الثالثة قال بعد الثالثة: لا يكبّر ما لم يكبّر الإمام [الرابعة] (٢)، وقال: هاهنا يكبّر؛ لأنه لو انتظر الإمام هاهنا فاتته الصلاة؛ لأن الإمام لا يكبّر، وبعد الثالثة يكبّر الإمام، فينتظر الإمام كي لا يصير مؤديًّا قبل فراغ الإمام. كذا في «المبسوطين» (٣)، و «المحيط» (٤).

(لأنّه موضع القلب، وفيه نور الإيمان) (٥) قال الله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (٦)، وإنما يصلّى عليه لإيمانه، فيجب تقديمه في موضع الشفاعة؛ إشارة إلى أنا نشفع لإيمانه حتّى يتجاوز عن سيئاته (٧).

(ومن المرأة بحذاء وسْطها) (٨) بسكون السين هكذا كان معربًا بخط شيخي -رحمه الله-، فإن الوسط بالسّكون اسم مبهم لداخل الشيء، ولذا كان ظرفًا يقال: جلست وسطها بالسكون بخلاف المتحرك، فإنّه اسم لعين ما بين طرفي الشيء، وهاهنا للمبهم، ويقال: نعش [على جنازتها، أي: اتخذ لها نعش]، وهي شبه المخفة مسبّك يطبق على المرأة إذا وضعت [على] (٩) الجنازة (١٠). كذا في «المغرب» (١١).


(١) [ساقط] من (ب).
(٢) [ساقط] من (ب).
(٣) ينظر: المبسوط للسرخسي: ٢/ ١١٩، ١٢٠.
(٤) ينظر: المحيط البرهاني: ٢/ ٣٣٢، ٣٣٣.
(٥) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٩٠.
(٦) سور الزمر من الآية: (٢٢).
(٧) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ١٢٦.
(٨) ينظر: الهداية شرح البداية: ١/ ٩٠.
(٩) [ساقط] من (ب).
(١٠) ينظر: العناية شرح الهداية ٢/ ١٢٧.
(١١) (٢/ ٣١٠ - مادة "نعش").