للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم تبينت أن غيره بالأولوية [سبق] (١)، [وضل الدريص نفقة (٢) فَطَمستُهُ] (٣) (٤) وعبهلته (٥)، ثم صححته، ثم غربلته ثالثًا ورابعًا، حتى تجلى بارعًا ورائعًا، وبلغ إلى أن ترتضيه العقول، [وتنتقيه] (٦) الأصول، وكنت على كذا سجيس الأوجس (٧) في أرفع الأحوال (٨)، والأوكس (٩) مزجيًا [ريعان] (١٠) العمر وعنفوان الدهر، قيد ربع المائة من السنين بأصحابٍ كانوا في التدقيق منتهين، [وفيئات] (١١) الأساتذة على أطيب الأحوال [منسوجة] (١٢)، والأمر سُلكى ليس بمخلوجة (١٣) (١٤)، وكان بي حدة اللهبان، وسمة [الشوزان] (١٥)، وبالوقت [التقى] (١٦) الثريان والحواشي [المتذاكية] (١٧) في مثل هذه الحال كادت تزول وأذنت بالذبول، ولا يتأتى الظفر بشيء فكيف بالجميع؟! وإن طُولب من الأصيل إلى الصَّدِيع (١٨) [فالجأتني] (١٩) هذه الضرورة إلى الإقدام على جمع أشتات تلك الفوائد، وفرائد قلائد [لو تصفْحتَها لم تظفر] (٢٠) إلا بضرب من البيان [يشتار] (٢١) وعلمٍ من التَّبيان يختار، فلما انتهيت في [كشف] (٢٢) مشكلات الهداية وروايتها، واستيضاح معضلات درايتها، تسمية الكتاب «النهاية في شرح الهداية» ألا من فاز بهما فقد فاز بأدلة كتب الفقه أجمع، وصار أذكى القوم وأجمع، وانتقل من ذل السؤال والإِتبذال إلى عز الاستبدال (٢٣) والاستقلال، واستغنى بهما عن هذا النوع شرحًا ومشروحًا، وصادف باب الخير مفتوحًا، فإنه قد طابق قدٌّ يستحل (٢٤) وباءت [عرَارِ بِكَحْلِ] (٢٥).


(١) في (ب): «سبقه».
(٢) «ضل الدريص نفقة» هذا مثل، يضرب لمن يعني بأمره ويعد حجة لخصمه فينسى عند الحاجة، والدرص: ولد الفارة واليربوع والهرة وأشباه ذلك، ونفقة: حجرة. انظر: مجمع الأمثال للمبيداني (١/ ١٨٤).
(٣) في (أ): «فطنته» والتصويب من (ب).
(٤) في (ب): «وضل الدريص بقعة فطمسته».
(٥) أي: أهملته، انظر: الصحاح (٥/ ١٧٥٧)، مادة [ع ب هـ ل].
(٦) في (ب)، وفي حاشية (أ): «ينقيه».
(٧) كتب فوقها في (أ): «رأى أبدًا» لأن سجيسًا يستعمل في معنى الأبد، والأوجس الدهر أي: أبد الدهر. انظر: الصحاح (٣/ ٩٣٧) مادة [س ج س].
(٨) كتب فوقها في (أ): «الإمهال».
(٩) الوَكْسُ: النقصُ، الصحاح (٣/ ٩٨٩) مادة [و ك س].
(١٠) في (ب): «مرقياً».
(١١) في (ب): «وقينات».
(١٢) في (ب): «منسوخة».
(١٣) كتب في حاشية (أ): «السلكى والمخلوجة صفتان للطعنة يقال: طعنته سُلكى إذا أشرع الرمح تلقاء وجهه فسلكه فيه» و «المخلوجة»: التي في جانب. انظر: الصحاح (٤/ ١٥٩١) مادة [س ل ك]، ولسان العرب (١٠/ ٤٤٣) مادة [س ل ك].
(١٤) في حاشية (أ): «طعنة مخلوجة إذا [طعنه من جانب] والتقدير: طعنه طعنة سلكى وطعنه [طعنة مخلوجة] اسمين لبلمستقيم والمعوج في كل أمري يضرب في باستقامة الأمر وانتظامه]» وما بين الأقواس طمس، والتصويب من كتاب المستقصي في أمثال العرب للزمخشري (١/ ٣٠١).
(١٥) في (ب): «الشقران» ومعنى (الشوزان) أي: الشغوف به، انظر: تاج العروس (١٥/ ١٨١) مادة [ش و ز].
(١٦) في (ب): «النقي».
(١٧) في (ب): «المتداكية».
(١٨) الصديع: الصبح. الصحاح (٣/ ١٢٤١)، مادة [ص د ع].
(١٩) في (أ): «فاجأتني» والتصويب من (ب).
(٢٠) في (أ): «لو تصفحتها لم يظفر» والتصويب من (ب).
(٢١) في (أ): «تشتار»، والتصويب من (ب): ومعنى: «تشتار»: يجتبى من مواضعه. انظر: لسان العرب (٤/ ٤٣٤) مادة [شار].
(٢٢) في (ب): «شرح».
(٢٣) في (ب): «الاستبداد».
(٢٤) القِدُّ-بالكسر-: سير يقد من جلد غير مدبوغ. الصحاح (٢/ ٥٢٢) مادة [قدد].
(٢٥) في (ب): «غرار»، والصواب: «باءت عَرارِ بِكَحْلَ» يضرب لكل مستويين يقع أحدهما بإزاء الآخر. انظر: مجمع الأمثال (١/ ٩١).