للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أي: خف، أو لحاء شجرٍا بالمد، وهو قشرة، وفي المثل بين العصاه، ولحائها. كذا في «الصحاح» (١).

والمعنى في تقليد هذه الأشياء بالهدي أن هذا أُعدّ ليتقرب بإراقة دمه،

فيصير جلده عن قريب مثل هذه القطعة من الجلد، ومثل هذا اللحاء في

اليبوسة (٢)، وليعرف (٣) حتى لا يُمنع من الماء، والعلف، إذا عُلم أنه هدي، وهذا فيما غاب عن صاحبه كالإبل، والبقر دون الغنم، فإن الغنم يضيع إذا لم يكن صاحبه معه، فلذلك لا يقلد الغنم. كذا ذكره شمس الأئمة السرخسي -رحمه الله-.

(فبعث بها، وأقام في أهله حلالًا لا يحرم به ما يحرم على المحرم، فعرفنا أنه لا يصير محرمًا بمجرد التقليد، والصحابة كانوا مختلفين في هذه المسألة على ثلاثة أقاويل، فمنهم من يقول: إذا قلدها صار محرمًا، ومنهم من قال: إذا توجّه في أثرها صار محرمًا.

ومنهم من قال: إذا أدركها فساقها صار محرمًا، فأخذنا بالمتيقن من ذلك، وقلنا: إذا أدركها، وساقها، صار محرمًا باتفاق الصحابة في هذه الحالة إلا في بدنة المتعة، فإنه يصير محرمًا حين خرج على أثرها، وإن لم يدركها استحسانًا). كذا في «المبسوط» (٤)، وإذا أدركها، وإنما ردد بين السوق وعدمه؛ لأن الرواية قد اختلفت فيه فقد شرط في «المبسوط» (٥) السوق مع اللحوق، ولم يشترط السوق في «الجامع الصغير» (٦)، والمصنف -رحمه الله- جمع بين الروايتين./ وذكر فخر الإسلام في «الجامع الصغير» (٧)، وقال في الأصل: ويسوقه، ويتوجه معه، وذلك أمر اتفاقي، وإنما الشرط أن يلحقه له (٨)؛ ليصير فاعلًا فعل المناسك على الخصوص.


(١) انظر: العناية شرح الهداية (٢/ ٥١٥).
(٢) ي ب س {يَبِسَ، بِالكَسْرِ،} يَيْبَسُ، بالفَتْحِ، أَي من حَدِّ عَلِمَ، {ويَابَسُ، بقَلْبِ اليَاءِ أَلِفاً،} ويَيْبِسُ، كيَضْرِبُ، أَي بالكَسْرِ فيهمَا، وَهَذَا شاذٌّ، فَهُوَ كيَئِسَ يَيْئِسُ الَّذِي تَقَدَّم فِي الشُّذُوذِ، صَرَّحَ بِهِ الجَوْهَرِيّ {يَبْساً، بالفَتْح،} ويُبْساً، بالضّمّ، فَهُوَ يَابِسٌ، {ويَبِسٌ، ككَتِفٍ،} ويَبِيسٌ، كأَمِيرٍ، {ويَبْسٌ، بفتحٍ فسُكُون: كانَ رَطْباً فجَفَّ،} كاتَّبَسَ، على افْتَعَل فأُدْغِمَ، قَالَ ابنُ السَّرَّاج: هُوَ مُطَاوِع {يَبَّسْتُه} فاتَّبَسَ، وَهُوَ {مُتَّبِسٌ. وقِيلَ: مَا أَصْلُه} اليُبُوسَةُ ولَمْ يُعْهَدْ رَطْباً قطُّ، أنظر: تاج العروس، مادة يبس، (١٧/ ٥٧).
(٣) في (ب): والعرق.
(٤) انظر: المبسوط (٤/ ١٤٠).
(٥) انظر: المبسوط (٤/ ١٤٠).
(٦) انظر: العناية شرح الهداية (٢/ ٥١٦).
(٧) انظر: البحر الرائق في شرح كنز الدقائق (٢/ ٣٨٢).
(٨) ساقطة من (ب).