للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذا (لأن تقديم طواف التحية على سعي العمرة لا يكون أعلى حالًا من ترك طواف التحية أصلاً، فاشتغاله بطواف التحية قبل سعي العمرة لا يكون أكثر تأثيرًا من اشتغاله بأكل أو نوم، ولو أنه بين طواف العمرة، وسعيها اشتغل بنوم أو أكل لم يلزمه دم، فكذلك إن اشتغل بطواف التحية). كذا في «المبسوط» (١).

(أو سبع بدنة).

فإن قلتَ: بعض الهدي ليس بهدي كما أن بعض العبد في قوله: (إذا (٢) اشتريت عبدًا) لو العبد ليس بعبد حتى لا يقع يمينه على البعض.

(وذلك لأن الهدي اسم لما هدي (٣) إلى الحرم).

أي: نقل، وبعض الهدي لا ينقل حتى أن من نذر بقوله: (إن فعلت كذا فعليّ هدي، ففعله كان عليه ما استيسر من الهدي، وهو شاة). ذكر في «المبسوط» (٤) في باب النذر من كتاب المناسك، فكيف وقع لفظ الهدي المنصوص على سُبع بدنة.

قلتُ: جواز سُبع البدنة (٥) أو البقرة هنا إنما عُلم بحديث جابر أنه قال:

(اشتركنا حتى (٦) كنا مع رسول الله - عليه السلام - في البقرة سبعة، وفي البدنة سبعة، وفي الشاة واحد) (٧)، ثُمَّ لم يذكر فيما ذكر من باب النذر من «المبسوط» (٨) أنه لو نوى سُبع بقرة أو سُبع بدنة ما حكمه؟ فمن الجائز أن يجوز سُبع البقر في النذر أيضًا كما يجوز هنا، ومن الجائز أن لا يجوز، فالفرق حينئذٍ هو أن النذر ينصرف إلى المتعارف كاليمين، وبعض الهدي ليس بهدي عرفًا، وأما هنا فالحديث قاضٍ على العرف.

وذكر في «المبسوط» (٩)، «والبقرة أفضل من الشاة، والجزور (١٠) أفضل من البقرة لقوله تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ} (١١) فما كان أقرب إلى التعظيم كان أفضل، وقد (نحر رسول الله - عليه السلام - مائة بدنة في حجة الوداع) ولو ساق هدياً مع نفسه كان أفضل؛ لأن رسول الله - عليه السلام - ساق الهدايا مع نفسه» (١٢).


(١) انظر: المبسوط (٤/ ٣٧).
(٢) في (ب): إن.
(٣) في (ب): يُهدى.
(٤) انظر: المبسوط (٤/ ١٣٦).
(٥) البَدَنَة: هي البعير ذكرًا كان أو أنثى، وقيل: هي الإبل خاصة، سُميت بذلك لعِظَم بدنها، وإنما أُلحقّت البقرة بالإبل بالسنة، وجمع البدنة: بَدَنات، وبُدُن. انظر: المصباح المنير (٣٩)، المغرب (١/ ٦٢).
(٦) في (ب): حين.
(٧) أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه، الحج، باب (١٩) حجة النبي -صلى الله عليه وسلم- (٢/ ٨٨٩).
(٨) المبسوط (٤/ ٢٩).
(٩) انظر: المبسوط (٤/ ٢٩).
(١٠) الجَزور: اسم لما يُنحر من الإبل خاصة ذكرًا كان أو أنثى، والجمع: جُزُر وجُزُرات. انظر: المصباح المنير (٩٨)، فتح الباري (٣/ ٥٣٤)، طلبة الطلبة (٦٩).
(١١) سورة الحج من الآية (٣٢).
(١٢) سبق تخريجه من حديث جابر رضي الله عنه.