للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضاء هو الصحيح من المذهب/ ذكره شَمْسِ الْأَئِمَّةِ الْحُلْوَانِيّ (١) -رحمه الله-.

وفي البكاء عن أبي يوسف -رحمه الله- روايتان، ومنهم من قال: في البكاء إن كان الدّمع حاراً فهو رد، وإن كان باردًا فهو رضاً. كذا في المحيط (٢).

فإن فعل هذا غير ولي يعني فعل الاستئمار والاستئذان غير ولي وهو الأجانب أو قريب ليس بوليّ بأن كان كافراً أو عبدًا أو مكاتبا أو ولي غيره أولى منه بأن استأمر الأخ مع وجود الأب لم يكن رضا حتى يتكلّم به.

وحكى عن الكرخي (٣) -رحمه الله- أن سكوتها عند الاستئمار الأجنبي يكون رضا؛ لأنها تستحي من الأجنبي أكثر ممّا تستحيي عن الولي والأصح ما قلنا لأنّ السّكوت جعل رضا بطريق الضّرورة والضّرورة تندفع بجعله رضا في حق الأولياء فلا يجعل رضا في حق الأجانب ولا في حق قريب ليس بولي بأن كان كافراً أو عبدًا كذا في الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (٤) لِقَاضِي خَانْ والذي جعل السّكوت رضا في حق الأب، فكذلك جعل سكوتها رضا في حق غير الأب أيضاً كالأخ والعم إذا لم يكن غيره أقرب منه كذا في الْمَبْسُوطِ (٥) ولا يشترط تسمية المهر هو الصّحيح هذا الاحتراز عن قول بعض المتأخرين.

قال بعض المتأخّرين: يقولون لابدّ من تسمية المهر في الاستئمار؛ لأن رغبتها تختلف باختلاف الصّداق في القلّة والكثرة كذا في الْمَبْسُوطِ (٦)، وهذا إذا سمّي الزّوج عندهما تسمية يقع لها المعرفة فكان الزّوج كفوًا وسمّى المهر وافراً أمّا إذا أبهم الزوج لم يكن السّكوت رضا وكذلك إذا سمّى الزّوج وسمّى المهر والمهر ليس بوافر وكان المهر وافراً إلا أنّ الزّوج ليس بكفو فالسّكوت لا يكون رضا في حق جميع الأولياء إلا في حقّ الأب والجد عند أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- والمسألة معروفة كذا في المحيط (٧) ولو زوجها فبلغها الخبر فسكتت فهو على ما ذكرنا أن يكون رضا.


(١) شَمْسِ الْأَئِمَّةِ الْحُلْوَانِيّ: هو عبدالعزيز بن أحمد بن نصر بن صالح الْحُلْوَانِيّ البخاري، أبو مُحَمَّد، الملقب بشمس الأئمة: فقيه حنفي. نسبته إلى عمل الحلواء، وربما قيل له "الحلوائي" والْحُلْوَانِيّ بِفَتْح الْحَاء المهلة وَسُكُون اللَّام وَبعدهَا وَاو وفى آخرهَا النُّون مَنْسُوب إِلَى عمل الْحَلْوَى وَبَيْعهَا. كان إمام أهل الرأي في وقته ببخارى، ومات سنة (٤٤٨ هـ). يُنْظَر: الجواهر المضية (١/ ٣١٨)، الأعلام (٤/ ١٣).
(٢) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ٥٨).
(٣) سبق ترجمته (ص ٦٤).
(٤) يُنْظَر: الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (١/ ١٧٠).
(٥) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٥/ ٤).
(٦) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٥/ ٤).
(٧) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ٥٥).