للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي المغرب (١) طَفُّ الصّاع وطففه وطفافه مقداره النّاقص من ملئه معناه أنّ كلكم في الانتساب إلى أبٍ واحد بمنزلة ثم شبههم [في نقصانهم] (٢) بالمكيل الذي لا يبلغ أن يملأ المكيال.

وعن الأزهري (٣) كلكم قريب بعضكم من بعض لأنّ طف الصّاع قريب من ملئه والآثار تدلّ على المساواة وأن التفاضل بالعمل فـ «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُه، لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبُه» (٤) ولنا ما ذكرنا من الحديث والمعقول والمراد من الأثرين الذين رواهما في أحكام الآخرة وبه نقول أنّ التفاضل في الآخرة بالتقوى كذا في الْمَبْسُوطِ (٥)، والموالي بعضهم اكفاء لبعض.

وفي المغرب (٦) أن الموالى بمعنى العتقاء لما كانت غير عرب في الأكثر غلبت على العجم حتّى قالوا الموالي أكفاء بعضها لبعض والعرب أكفاء بعضها لبعض ولا يعتبر التفاضل فيما بين قريش لما روينا وهو قوله -عليه السلام-: «قُرَيْشٌ بَعْضُهُم أَكْفَاءٌ لِبَعْض» (٧) حيث قابل النبي -عليه السلام- البعض بالبعض من غير اعتبار الفضيلة بين قبائلهم.

ألا ترى أنّ النبي -عليه السلام- زوّج ابنتيه من عثمان – رضي الله عنه - وكان عبشمياً [أي قبيلة عبد شمس] (٨) فعرفنا أن بعضهم أكفاء لبعض وتسكينًا للفتنة لا لانعدام أصل الكفاءة، ولا يكون العرب كفوًا لقريش والموالي لا يكون أكفاء للعرب كذا في (الْمَبْسُوطِ) (٩) وبأهله قبيلة من قيس غيلان وهي في الأصل اسم امرأة من همدان كانت تحت معين ابن أعصر ابن سعد بن قيس غيلان فنسب ولده إليه (١٠) كذا في الصّحاح (١١) لأنهم معروفون بالخساسة لأنهم كانوا يأكلون بقيّة الطّعام مرّة ثانية ولأنّهم كانوا يأخذون من عظام الميتة ويطبخون ويأخذون الدسومات منها كما قيل ولا ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النّفس من باهله، وقيل إذا قيل للكلب يا باهلي عوى الكلب من لوم هذا النّسب.


(١) يُنْظَر: المغرب (١/ ٢٩١).
(٢) زيادة في (ب).
(٣) يُنْظَر: تهذيب اللغة (١٣/ ٢٠٧).
(٤) جزء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أوله: من نفَّس عن مؤمن كربة، في مسلم كتاب الذكر والدعاء … ، باب الاجتماع على تلاوة القرآن … (٤/ ٢٠٧٤) برقم (٢٦٩٩).
(٥) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٥/ ٢٣).
(٦) يُنْظَر: المغرب (١/ ٤٩٦).
(٧) رواه البيهقي في السنن الكبرى حديث رقم (١٣٧٦٩) هَذَا مُنْقَطِعٌ بَيْنَ شُجَاعٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ حَيْثُ لَمْ يُسَمِّ شُجَاعٌ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، وَرَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُرْوَةَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ نَافِعٍ وَهُوَ أَيْضًا ضَعِيفٌ بِمَرَّةٍ (٧/ ٢١٧)، قَالَ صَاحِبُ "التَّنْقِيحِ": هَذَا مُنْقَطِعٌ، إذْ لَمْ يُسَمِّ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعْضَ أَصْحَابِهِ، انْتَهَى نصب الراية (٣/ ١٩٧).
(٨) زيادة من (ب).
(٩) يُنْظَر: الْمَبْسُوطِ (٥/ ٢٤).
(١٠) وفي (ب): (اليها).
(١١) يُنْظَر: الصحاح (٤/ ١٦٤٢).