للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (١) للتمرتاشي غير العربي لا يكافئ العربي لأنّ العربي أقرب إلى النبي -عليه السلام- والعرب لا يكافئ القرشي لأنّ قريشاً رهط النبي/ -عليه السلام- فمن كان أقرب إليه كان أفضل والقرشي يكافئ القرشي وإن كان بنوا هاشم أفضلهم لأنّه -عليه السلام- زوّج ابنته من عثمان وهو قرشي والقرشي من كان من ولد النضر أو جمعهم أب دونه من المنتسبين إليه والهاشمي من كان من ولد هاشم أو جمعهم أب دونه من المنتسبين إليه والعربي من جمعهم أب فوق النضر.

ومن أسلم بنفسه لا يكون كفوًا لمن له أب واحد في الإسلام وذكر الإمام المحبوبي في الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (٢)، هذا في الموالي وأمّا في العرب فإن من لا أب له في الإسلام من العرب وهو مسلم فهو كفؤ لمن له أباً في الإسلام لأنّ العرب يتفاخرون بالنّسب فيعدّون النّسب كفوا لنسب آخر إذا كانا مسلمين.

وأمّا العجم قد ضلوا أنسابهم ومفاخرتهم بالإسلام فمن كان له أباً في الإسلام يفتخر على من لا أب له في الإسلام ولا يعد مكافئًا إياه والكفاءة في الحرية نظيرها في الإسلام في جميع ما ذكرنا أي من الوفاق والخلاف فإنّ العبد لا يكون كفوًا لامرأة حرّة الأصل وكذلك [للعبد] (٣) لا يكون كفؤًا [للحرية] (٤) الأصلية والمعتق أبوه لا يكون كفوًا لامرأة لها أبوان في الحريّة (٥) وروي عن أبي يوسف- رحمه الله - أن الذي أسلم بنفسه [إذا] (٦) أعتق إذا أحرز من الفضائل ما يقابل نسب الآخر كان كفؤاً له.

ويعتبر أيضاً الكفاءة في الدّين أي في الديانة وهي التقوى والصّلاح والحسب وإنّما فسّره بالدّيانة لأن مطلق الدّين الإسلام ولا كلام فيه لأنّ إسلام الزّوج شرط جواز نكاح المسلمة إنّما الكلام في حق الاعتراض للأولياء بعد انعقاد العقد وذلك لا يكون إلا في الدّين بمعنى الدّيانة ثم الكفاءة يعتبر في التقوى حتّى لا يكون الفاسق كفوًا للعدل عند أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- سواء كان معلن الفسق أو لم يكن هكذا ذكر شيخ الإسلام وذكر شَمْسِ الْأَئِمَّةِ السّرخسي -رحمهما الله- أنّ الصّحيح عند أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- أن الكفاءة في التّقوى والحسب غير معتبرة وعن أبي يوسف -رحمه الله- أنّه يعتبر الكفاءة في الحسب ولم يعتبر في التقوى وفسّر الحسب فقال هو مكارم الأخلاق كذا في المحيط (٧)، وذكر الإمام المحبوبي محيلاً إلى صدر الإسلام - رحمهما الله- فالخسيس لا يكون كفؤا للحسيب، والحسيب الذي له جاه وخدمة وحشمة عند الناس والخسيس الذي لا جاه له بل هو من جملة العوام.


(١) يُنْظَر: الْجَامِعِ الصَّغِيرِ (١/ ١٧٣).
(٢) يُنْظَر: المرجع السابق نفسه.
(٣) وفي (ب): (المعتق).
(٤) وفي (ب): (للحرة).
(٥) وفي (ب): (الحرة).
(٦) وفي (ب): (أو).
(٧) يُنْظَر: المحيط البرهاني (٣/ ٢٣).