للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: فعل النّائب (١) كفعل المنوب (٢)، فصار كأنّ النبي -عليه السلام- أَمَرَ، فيثبت الوجوب في الطّهر الذي يلي الحيضة؛ أي: الحيضة التي طلّقها فيها.

قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الْكَرْخِيُّ (٣) -رحمه الله-: ما ذكره، أي: ما ذكره الطّحاوي (٤) وَمَا ذَكَرَ فِي الْأَصْلِ (٥) قَوْلُهُمَا (٦)، وكلا الوجهين روى في حديث ابن عمر فطريق رواية شعبة (٧) مثل قولهما، وطريق رواية أخرى مثل قول أبي حنيفة (٨) -رحمه الله- (٩) كذا في «المبسوط» (١٠)، أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَ كُلِّ طَلَاقَيْنِ بِحَيْضَةٍ، بحيضة، أي: كاملة.


(١) من قَامَ مقَام غَيره فِي أَمر أَو عمل. انظر: المعجم الوسيط (٢/ ٩٦١).
(٢) الْأَمْرُ مُنَابٌ فِيهِ وَنَابَ الْوَكِيلُ عَنْهُ فِي كَذَا وَالْأَمْرُ مَنُوبٌ فِيهِ، وَزَيْدٌ مَنُوبٌ عَنْه. انظر: المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٦٢٩).
(٣) عبيد الله بن الْحُسَيْن بن دلال بن دلهم أَبُو الْحسن الْكَرْخِي، وكان أبو الحسن انتهت إليه رياسة الحنفية بالعراق، مع غزارة علمه وكثرة روايته، عظيم العبادة، كثير الصلاة والصوم، وانتشر أصحابه في البلاد، وعنهُ أَخذ أَبُو بكر الرَّازِيّ وَأَبُو عبد الله الدَّامغَانِي وله "شرح الجامع الصغير" و"شرح الجامع الكبير"، توفي سنة أَرْبَعِينَ وَثَلَاث مائَة. انظر: الجواهر المضية في طبقات الحنفية (١/ ٣٣٧)، وتاريخ بغداد (١٠/ ٣٥٣)، والأعلام للزركلي (٤/ ١٩٣).
(٤) أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي ولد ونشأ في (طحا)، من صعيد مصر، وتفقه على مذهب الشافعيّ، ثم تحول حنفيًا، وانتهت رياسة أصحاب أبي حنيفة بمصر، أخذ العلم عن أبي جعفر ابن أبي عمران، صنف الشروط وأحكام القرآن ومعاني الآثار. توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة. يُنْظَر: طبقات الفقهاء (ص: ١٤٢)، الأعلام للزركلي (١/ ٢٠٦)، الجواهر المضية في طبقات الحنفية (١/ ١٠٢).
(٥) الأصلالمعروفبالمبسوط، لمحمدبنالحسنبنفرقدالشيباني، أبي عبدالله، (ت ١٨٩ هـ) سماه به، لأنه صنفه أولا، وأملاه على أصحابه، رواه عن الجوزجاني، وغيره، وهو مطبوع ومحقق منتحقيقأبيالوفاالأفغاني، ويقع في ٣٠ مجلد. ينظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١/ ٨١).
(٦) انظر: اللباب في شرح الكتاب (٣/ ٤٠)، والبناية شرح الهداية (٥/ ٢٩٤).
(٧) شعبة بن الحجاج بن الورد، أبو بسطام العتكي، مولاهم الْحَافِظُ الْكَبِيرُ عَالِمُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ، بَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحَدِيثِ رأى الحسن، ومحمد بن سيرين، وسمع قتادة روى عنه أيوب السختياني، والأعمش، وسفيان الثوري،، وسفيان بن عيينة، قَالَ يَحْيَى بن معين: كان شعبة رجل صدق له كتاب (الغرائب) في الحديث مات سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة. انظر: تاريخ بغداد (٩/ ٢٦٧)، تاريخ الإسلام (٤/ ٧١)، والأعلام للزركلي (٣/ ١٦٤).
(٨) النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ بْنُ زَوْطِيٍّ، الإِمَامُ الْعَلَمُ، أَبُو حَنِيفَةَ الْكُوفِيُّ، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة. وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ، وَرَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ فِي التَّفَقُّهِ وَتَفْرِيعِ الْمَسَائِلِ، وَتَصَدَّرَ لِلإِشْغَالِ وَتَخَرَّجَ بِهِ الأَصْحَابُ. فَمِنْ تَلامِذَتِهِ: زُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ الْعَنْبَرِيُّ، والقاضي أَبُو يوسف مَاتَ فِي رَجَبٍ سَنَةَ خَمْسِينَ. انظر: تاريخ الإسلام (٣/ ٩٩٦)، وسير أعلام النبلاء (٦/ ٣٩١)، الأعلام للزركلي (٨/ ٣٦).
(٩) انظر: تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق وحاشية الشلبي (٢/ ١٩٣)، والعناية شرح الهداية (٣/ ٤٨٢)، والبناية شرح الهداية (٥/ ٢٩٤).
(١٠) انظر: المبسوط للسرخسي (٦/ ٥٨).