للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا: هو لا يكاد يصح؛ لأنّ الواحدة وإن انتصب كما يصلح نعتًا للطلقة تصلح نعتًا للمرأة، ألا ترى أنه يستقيم أن يقال: أنت ضاربة ضربة واحدة، وإذا كان كذلك لا يقع بدون النيّة - كذا في «الفوائد الظهيرية» (١) - سوى بين هذه الألفاظ أي: القدوري (٢) -رحمه الله- والكنايات ثلاثة أقسام ما يصلح جواباً وردًّا، وهو سبعة: اخرجياذهبي اغربي قومي تقنعي استبري تخمري (٣).

أمّا صلاحية هذه الألفاظ للردّ أن يرد الزّوج بقوله: اخرجي، أي: اتركي سؤال الطّلاق وكذلك: اذهبي اغربي قومي، وأمّا تقنعي فمن القناعة، وقيل: من القناع وهو الخمار، ومعنى الردّ فيه هو أن ينوي واقنعي بما رزقك الله مني منْ أَمْرِ الْمَعِيشَةِ وَاتْرُكِي سُؤَالَ الطَّلَاقِ وَاشْتَغِلِي بِالتَّقَنُّعِ الَّذِي هُوَ أَهَمُّ لَك مِنْ سُؤَالِ الطَّلَاقِ؛ إذ كشف الرأس يشينك والتقنع يزينك.


(١) يُنْظَر: الجوهرة النيرة على مختصر القدوري (٢/ ٣٦)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (٣/ ٣٢٦).
(٢) أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، الإمام المشهور أبو الحسين بن أبي بكر، الفقيه، البغدادي، المعروف بالقدوري، انْتَهَت إِلَيْهِ بِالعِرَاقِ رِئاسَةُ الحَنَفِيَّة، وَعظُمَ وَارتفَعَ جَاهُهُ، وَكَانَ حَسَنَ العِبَارَةِ، جَرِيء اللِّسَان، مُديماً للتلَاوَة. صاحب "المختصر" تكرر ذكره في "الهداية" أخذ الفقه عن أبي بكر الرازي، وتفقه على القدوري أبو نصر، مات ببغداد في يوم الأحد منتصف رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة. يُنْظَر: تاج التراجم لابن قطلوبغا (ص: ٩٩)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٢٢٤).
(٣) يُنْظَر: الجوهرة النيرة على مختصر القدوري (٢/ ٣٦)، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق ومنحة الخالق وتكملة الطوري (٣/ ٣٢٦).