للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(لأن الجهالة اليسيرة متحملة في الكفالة) (١)

[فإن قيل: كون الجهالة اليسيرة] (٢) متحملة في موضع لا يدل على أن يكون التأجيل إلى هذه الأوقات المجهولة متحملاً، ألا ترى أن الصداق يحتمل (٣) الجهالة اليسيرة حيث يحتمل جهالة الوصف، ثم لا يصح فيه اشتراط هذه الآجال، وفي (٤) هذا إشكال ذكره شمس الأئمة السرخسي - رحمه الله - ثم أجاب عنه فقال: جواب هذا الفصل غير محفوظ في الكتب، وبين مشائخنا فيه اختلاف (٥)، والأصح أنه تثبت هذه الآجال في الصداق؛ لأنه (٦) لا شك أن اشتراط هذه الآجال لا تؤثر في أصل النكاح، بخلاف البيع، فبقي هذا آجلاً في الدين المستحق بالعقد، ومن يقول: لا يثبت بقول ما هو المعقود عليه في النكاح وهو المرأة لا يحتمل الجهالة، فكذا الأجل في البدل وهو الصداق (٧) المشروط فيه، بخلاف الكفالة كذا في الفوائد الظهيرية (٨).

(يسيرة مستدركة) (٩) أي: يمكن تداركها، وإزالة حالتها.

(لاختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- فيها)

أي: في هذه الجهالات هل هى مانعة لجواز البيع أم لا، فقالت عائشة - رضي الله عنها - بالجواز، فإنها كانت تجيز البيع إلى العطاء، وكان ابن عباس (١٠) - رضي الله عنهما لا يجيز ذلك، ونحن أخذنا بقول ابن عباس، كذا في المبسوط (١١).


(١) قال في الهداية: "قال: ولا يجوز البيع إلى قدوم الحاج"، وكذلك إلى الحصاد والدياس والقطاف والجزاز؛ لأنها تتقدم وتتأخر، ولو كفل إلى هذه الأوقات جاز؛ لأن الجهالة اليسيرة متحملة في الكفالة" الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٨٤).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من (ب).
(٣) "يتحمله" في (ب).
(٤) سقط من (ب).
(٥) "خلاف" في (ب).
(٦) سقط من (ب).
(٧) سقطتا من (ب).
(٨) ينظر: المبسوط للسرخسي (١٩/ ١٧٣)، البحر الرائق (٦/ ٩٦).
(٩) قال في الهداية: "وهذه الجهالة يسيرة مستدركة؛ لاختلاف الصحابة -رضي الله عنهم- فيها"الهداية في شرح بداية المبتدي (٣/ ٩٨٤).
(١٠) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو العباس، القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كني بابنه العباس، وهو أكبر ولده، وأمه لبابة الكبرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، وهو ابن خالة خالد ابن الوليد، وكان يسمى البحر؛ لسعة علمه، ويسمى حبر الأمة، ولد والنبي -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته بالشعب من مكة، فأتي به النبي -صلى الله عليه وسلم- فحنكه بريقه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين، وقيل غير ذلك، ورأى جبريل عند النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين. وقيل: سنة سبعين، وصلى عليه محمد بن الحنفية، وسماه ربانيَّ هذه الأمة. أسد الغابة (٣/ ٢٩١)، تهذيب الأسماء واللغات (١/ ٢٧٤)، مختصر تاريخ دمشق (١٢/ ٢٩٦)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٣١).
(١١) ينظر: المبسوط للسرخسي (١٣/ ٢٦ - ٢٧).