للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفائدة كونها فسخًا في حقهما يظهر في مواضع:

أحدها: هو أن يجب على البائع ردُّ الثمن، وما نطقا فيه العاقدان بخلافه باطل (١) (٢).

والثاني: أن الإقالة لا تبطل بالشروط (٣) الفاسدة، ولو كانت بيعًا في حقهما أيضًا لبطلت بالشروط الفاسدة كما يبطل البيع.

وتبطل بها عند أبي يوسف (٤) -رحمه الله- في الموضع الذي يجعلها بيعًا (٥).

والثالث: بعدما تقايلا قبل أن يُسترد المبيعُ من المشتري لو باعه من المشتري جاز البيع؛ لأنه فسخ في حقهما، ولو كان بيعًا لما جاز له أن يبيعه منه قبل القبض (٦)، ولو باعه من غير المشتري لا يجوز البيع؛ لأن الإقالة في حق غيره تكون بيعًا جديدًا (٧).


(١) الباطل لغة: من البطلان بمعنى فسد وسقط حكمه فهو باطل. الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية لأبي نصر إسماعيل الجوهري، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار، الناشر: دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة: الرابعة ١٤٠٧ هـ‍ - ١٩٨٧ م (١/ ٥٢).
وَالْبَاطِل اصطلاحًا: هو ما كان مشروعا بأصله غير مشروع بوصفه. كشف الأسرار شرح أصول البزدوي، لعلاء الدين البخاري، الناشر: دار الكتاب الإسلامي، الطبعة: بدون طبعة وبدون تاريخ (١/ ٢٥٩).
(٢) ينظر: "العناية شرح الهداية" ببابرتي (٦/ ٤٨٧).
(٣) الشرط لغة: قال في الصحاح: الشَرْطُ - بالسكون - معروفٌ، وكذلك الشَريطَةُ، والجمع شُروطٌ وشَرائِطُ. وقد شَرَطَ عليه كذا يَشْرِطُ ويَشْرُطُ، واشْتَرَطَ عليه. والشَرَطُ بالتحريك: العلامةُ. الصحاح (٣/ ١١٣٦).
الشرط اصطلاحًا: ما يلزم من عدمه عدم الحكم، ولا يلزم من وجوده وجود ولا عدم لذاته. انظر: أصول السرخسي لمحمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي، الناشر: دار المعرفة - بيروت (٢/ ٣٠٣).
(٤) يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم القَاضِي الْأنْصَارِيّ، أَبُو يُوسُف، من أَصْحَاب الإِمَام [يعني أبا حنيفة]، ولي الْقَضَاء لثَلَاثَة خلفاء: الْمهْدي وَالْهَادِي والرشيد. قَالَ أَحْمد وَابْن معِين وَابْن المديني ثِقَة. مَاتَ بِبَغْدَاد يَوْم الْخَمِيس وَقت الظّهْر لخمس خلون من ربيع الأول سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة. الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٢٢٠).
(٥) ينظر: "بدائع الصنائع"، للكاساني، (٥/ ٢١٥)، و"فتح القدير" لابن الهمام (٦/ ٤٩٠).
(٦) الْقَبْض بِفَتْح الْبَاء هُوَ مَا قَبضته من مَال أَو غَيره. جمهرة اللغة لأبي بكر بن دريد الأزدي، المحقق: رمزي بعلبكي، الناشر: دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة: الأولى، ١٩٨٧ م (١/ ٣٥٤).
(٧) ينظر: "بدائع الصنائع"، للكاساني، (٥/ ٣٠٧).