للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[و] (١) روى أبو يوسف هذا الحديث وقال: كيف أكره مع هذا الحديث.

وروي عن عائشة-رضي الله عنها-أنها كانت تصلي وفي بيتها قصعة من هريسة فجاءت هرة وأكلت منها، فلما فرغت من صلاتها دعت [جاراتٍ] (٢) لها فكن يتحامين من موضع فمها فمدت يدها وأخذت موضع فمها وأكلت وقالت: سمعت رسول الله-عليه السلام- يقول: «الهرّة لَيسَت بنجسَة إنما هيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ والطَّوَّافاتِ علَيْكمْ» فما لكن لا تأكلن؟! (٣)

ولأنها نوع بهيمة يجوز اقتناؤها على الإطلاق فلا يكرهه التوضي بسؤرها قياسًا على الإبل، يعني به يباح اقتناؤها لا لغرض بخلاف الكلب؛ فإنه [لا] (٤) يباح اقتناؤه من غير غرض على ما مر من لفظ الحديث.

«ولنا: حديث ابن عمر: يغسل الإناء من ولوغ الهرة مرةً، وهو إشارة إلى الكراهة، وعن أبي هريرة أن النبي-عليه السلام- قال: «الهرَّة سَبْع» (٥). فهذا يدل [على النجاسة]» (٦) [أنه على التحريم أقرب] (٧).


(١) ساقطة من (ب).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) أخرجه إسحاق بن راهوية في مسنده (٢/ ٤٥٨) أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن داود بن صالح، عن أبيه «أن مولاة لعائشة أرسلت إلى عائشة بهريسة قالت: فوجدهتها تصلي، فأشارت إلى أن ضعيها، فوضعتها فجاءت الهرة فأخذت منها نهشة، فلما انصرفت من الصلاة قالت: للنساء كلن واتقين موضع فم الهرة، فأكلت عائشة من حيث أكلت الهرة، ثم قالت: إنها ليْسَتْ بِنَجِسٍ إنها مِنَ الطَّوَّافِينَ علَيْكمْ والطَّوَّافاتِ، ولقد رأيت رسول الله يتوضأ بفضلها». فأخرج أحمد في مسنده (٥/ ٣٠٣) نحوه عن كبشة بنت كعب بن مالك قال إسحاق في حديثه وكانت تحت بن أبي قتادة أن أبا قتادة: دخل عليها فسكبت له وضوءه، فجاءت هرة تشرب منه فأصغى لها الإناء حتى شربت قالت كبشة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يابنت أخي؟ قالت: نعم. فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ليْسَتْ بِنَجِسٍ إنها مِنَ الطَّوَّافِينَ علَيْكمْ والطَّوَّافاتِ، وقال إسحاق أو الطوافات». قال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.
(٤) ساقط من (ب).
(٥) حديث «الهرَّة سَبع» حديث ضعيف: رواه أحمد في المسند (٢/ ٤٤٢)، والدارقطني في سننه (١/ ٦٣)، والطحاوي في مشكل الآثار (٣/ ٢٧٢)، والحاكم في المستدرك (١/ ١٨٣)، وقال: حديث صحيح ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي، وفي إسناده عيسى بن المسيب ضعفه ابن معين وأبوداود والنسائي، وتكلم فيه ابن حبان، وقال كاان ممن يقلب الأخبار ويخطئ في الآثار حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
والحديث أورده ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٤٤)، وفيه"قال أبو زرعة: لم يرفعه أبو نعيم، وهو أصح، وعيسى ليس بالقوي". وانظر: نصب الراية (١/ ١٣٤، ١٣٥)، تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة (ص ٣٢٨، ٣٢٩)، لسان الميزان، للذهبي (٤/ ٤٠٥)، والسلسلة الضعيفة للألباني (٢/ ١٩).
(٦) ساقط من (ب).
(٧) ساقط من (أ) والتثبيت من (ب).