للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومدار هذا الحديث على أربعة نفر من الصحابة عمر بن الخطاب (١)، وعبادة بن الصامت (٢)، وأبي سعيد الخدري، ومعاوية بن أبي سفيان (٣) -رضي الله عنهم-، مع اختلاف ألفاظهم، كذا في المبسوط والإيضاح (٤).

قوله رحمه الله: الربا في كل مكيل أو موزون، أي حكم الربا الذي هو حرمة الفضل والنسيئة ثابت أو جار في كل مال هو قابل للكيل أو الوزن.

وقوله: بيع بجنسه، صفة للنكرة، وهي مكيل أو موزون من، أي تلك الحرمة وهي حرمة الفضل وحرمة النساء جميعًا إنما يكون في مكيل إذا بيع تمليك من جنسه، وكذلك في الموزون.

فالعلة (٥): الكيل مع الجنس، أي علة وجوب المساواة التي يلزم عند فوتها الربا: الكيل مع الجنس، أو الوزن مع الجنس.

ويقال: القدر مع الجنس، وهو أشمل؛ لأنه يتناول الكيل والوزن معًا، بخلاف لفظ الكيل؛ لأنه لا يتناول الوزن، ولفظ الوزن لا يتناول الكيل، وأما لفظ القدر فيشملهما معًا.

ثم قوله: الحنطة بالحنطة ليس المراد منه بيع ما ينطلق عليه اسم الحنطة [بالحنطة]، فإن بيع حبّة [من حنطة] بحبّة منها لا يجوز؛ لعدم التقوم مع وجود اسم الحنطة فيها (٦)، علم بهذا أن المراد منها حنطة موصوفة بوصف، وهي الحنطة التي تدخل تحت المماثلة؛ بدلالة قوله: مثلًا بمثل.


(١) عمر بن الخطّاب بن نفيل القرشي العدوي رضي اللَّه عنه، ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، وكان إليه السفارة في الجاهلية، وكان عند المبعث شديدًا على المسلمين، ثم أسلم، فكان إسلامه فتحًا على المسلمين، وفرجا لهم من الضيق. قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسيّ غيلة، بخنجر في خاصرته وهو في صلاة الصبح. الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٤٨٤)، الأعلام (٥/ ٤٥).
(٢) عبادة بن الصامت بن قيس يكنى: أبا الوليد، عقبي، بدري، أحدي، شجري، نقيب، شهد المشاهد، وسعد بعقد المعاقد حين بايعوا الرسول على النصرة والتعاضد، وتوفي ببيت المقدس، وقيل: بالرملة، سنة أربع وثلاثين، وهو ابن اثنين وسبعين سنة. معرفة الصحابة (٤/ ١٩١٩)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي، المحقق: علي محمد البجاوي، الناشر: دار الجيل، بيروت، الطبعة: الأولى، ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م (٢/ ٨٠٧).
(٣) معاوية بن أبي سفيان واسم أبي سفيان: صخر بن حرب بن أمية، يكنى: أبا عبد الرحمن، كان من الكتبة الحسبة الفصحة، أسلم قبيل الفتح، وقيل: عام القضية وهو ابن ثماني عشرة، وعده ابن عباس من الفقهاء، توفي للنصف من رجب سنة ستين، وله نحو من ثمانين سنة. معرفة الصحابة (٥/ ٢٤٩٦)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ١٤٦١).
(٤) البناية شرح الهداية (٨/ ٢٦١).
(٥) في (ت): والعلة.
(٦) في (ت): فيمها.