للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يبقى تفاوت فاحش في المالية باعتبار المعاني الباطنة كالهلجة (١) وشدة العدو (٢)، وذلك لأن بعد ذكر الأوصاف التي يشترط الخصم يبقى تفاوت عظيم في المالية، فإنك تجد فرسين مسويين (٣) في السن والصفة، ثم يشتري أحدهما بأضعاف ما يشتري به الآخر؛ لتفاوت بينهما في المعاني الباطنة.

وكذلك في البعيرين، وهذا في بني آدم لا يخفى فإن العيدين (٤) أو الأمتين يتساويان في السن والصفة ويختلفان في المالية؛ لتفاوتهما (٥) في الذهن والكياسة، وفيه يقول القائل:

[إلا] (٦) رب [من كان] (٧) واحد يعدل ألفان (٨) أبدًا (٩) وألوف تراهم لا يساوون واحدًا

كذا في المبسوط والأسرار (١٠).

وذكر في المغرب: المهملة العين والبيت غير مستقيم، وإنما هو الإرب:

فرد يعدل الألف زايدًا … وألف تراهم لا يساوون واحدًا

الهملجة (١١) مشى بأسهل للبرازين كالرهوجة.

فإن قلت: هذا الذي ذكرته مستقيم في الحيوانات التي يختلف صورها (١٢) ومعانيها الباطنة كما في العبيد والإماء والأفراس والإبل، وما قولك في الحيوانات التي لا يختلف لا صورة ولا معنى كالعصافير والحمامات التي هي للأكمل (١٣)، وهذه الحيوانات لا يخالف (١٤) بعضها بعضاً أصلاً لا صورة ولا معنى، ولو خالف فهو يسير، ومثل ذلك أو أكثر منه يوجد في الثياب الفاخرة كالذبائح، ومع ذلك السلم فيها جائز فأولى أن يجوز في مثل هذه الحيوانات.

قلت: نقول في [مثل] هذا ما قاله محمد -رحمه الله- حين سأله عمرو بن أبي عمرو حيث قال في المبسوط (١٥): وقد ذكر عمر بن أبي عمرو عن محمد -رحمهما الله- قال: قلت له: إنما لا يجوز السلم في الحيوان؛ لأنه غير مضبوط بالوصف، قال؛ لا، فإنا نجوّز السلم في الذبائح، ولا نجوّز في العصافير.


(١) في (ت): كالهملجة.
(٢) العَدْو: بسكون الدال وخفَّة الواو الجَرْيُ والركضُ. التعريفات الفقهية (١/ ١٤٤).
(٣) في (ت): مستوين.
(٤) في (ت): العبدين.
(٥) في (ت): تتفاوت.
(٦) ما بين المعقوفين زيادة من (ت).
(٧) ما بين المعقوفين زيادة من (ت).
(٨) في (ت): الألف.
(٩) في (ت): زائدا.
(١٠) المبسوط (١٢/ ١٣٢).
(١١) الهَمْلَجةُ: حسنُ سَيْرِ الدّابّة في سرعة وبخترة. الذّكَرُ والأُنثى نعتهما: هملاج. وقد هملج. وأمر مُهَمْلَجٌ: مُدَلَّل مُنْقاد قال العجّاج، العين (٤/ ١١٨).
(١٢) في (ت): صورتها.
(١٣) في (ت): للأكل.
(١٤) في (ت): يختلف.
(١٥) المبسوط (١٢/ ١٣٣).