للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: هذا (١) الحديث بظاهره لا يصح التمسك به على إثبات ما ادعاه (٢)، فإن للخصم أن يجري هذا الحديث على ظاهره فيقول (٣): نحن (٤) نسلم أن السلم في مطلق الحيوان لا يجوز، وإنما الكلام في الحيوان المخصوص بذكر جنسه ونوعه وسنه وصفته على ما ذكر، وهذا الحديث في مطلق الحيوان من غير ذكر الوصف، ونحن نقول: بأنه لا يجوز السلم فيه، وعدم جواز السلم في الحيوان غير الموصوف بهذه الأوصاف لا يدل على عدم الجواز في الحيوان المخصوص، كما في الثياب بالاتفاق، حيث يجوز في الموصوف، ولا يجوز في غير الموصوف، فإن الحكم يختلف بينهما بترك الوصف وذكره، ألا ترى أن الحيوان إذا كان موصوفًا بوصف يصلح أن يكون مهرًا في الذمة، وعند ترك الوصف لا يصلح.

قلت: قد فسّر هذا الحديث محمد بن الحسن في أول كتاب المضاربة (٥) أن ابن مسعود -رضي الله عنه- دفع مالًا مضاربةً (٦) إلى زيد بن خليدة (٧)، فأسلمها زيد إلى عتريس (٨) بن عرقوب (٩) (١٠) في قلايص (١١) (١٢) معلومة، فقال ابن مسعود: اردُد مالنا لا نسلم أموالنا (١٣)، كذا في المبسوط (١٤).


(١) في (ت): فهذا.
(٢) في (ت): ادعى.
(٣) في (ت): ونقول.
(٤) في (ت): فنحن.
(٥) العناية شرح الهداية (٧/ ٧٨).
(٦) في (ت): فضاربه.
(٧) زيد بن خليدة: قال ابن حبان في الثقات من التابعين: زيد بن خليدة اليشكري، والد محمد بن زيد، يروى عن ابن مسعود. روى عنه ابنه. مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار لأبي محمد محمود بن أحمد الغيتابي الحنفي بدر الدين العيني، تحقيق: محمد حسن، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م، (١/ ٣٥٦).
(٨) في (ت): عريس.
(٩) في (ت): عوف.
(١٠) عَتْرِيس بن عُرْقُوب الشيباني. يروي عن ابن مسعود، عِدَادُه في أهل الكوفة، روى عنه أهلها. وروى عنه إبراهيم النخعي. الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة لأبي الفداء زين الدين قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِي (نسبة إلى معتق أبيه سودون الشيخوني) الجمالي الحنفي، دراسة وتحقيق: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان، الناشر: مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن، الطبعة: الأولى، ١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م، (٧/ ٧٢).
(١١) في (ت): فلاص.
(١٢) الْقَلُوصُ هِيَ النَّاقَةُ الشَّابَّةُ وَجَمْعُهَا الْقَلَائِصُ وَقَالَ فِي مُجْمَلِ اللُّغَةِ يُقَالُ إنَّ الْقَلُوصَ النَّاقَةُ الْبَاقِيَةُ عَلَى السَّيْرِ قَالَ وَيُقَالُ هِيَ الطَّوِيلَةُ الْقَوَائِمِ وَأَقْلَصَ الْبَعِيرُ إذَا ظَهَرَ سَنَامُهُ سِمَنًا. طلبة الطلبة (١/ ١٤٨).
(١٣) أخرجه عبد الرزاق (١٤١٤٩)، والبيهقي في معرفة السنن والآثار، كتاب الصلح: باب القراض (٣٧٠٣). وقال الألباني: وهذا إسناد متصل، ضعيف. إرواء الغليل (٥/ ٢٩٣).
(١٤) المبسوط (١٢/ ١٣٢).