للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمد (١) -رحمه الله- إن اتخذ دكانا، وانتصب لعمل القصارة بالأجر يجب الأجر وإلا فلا (٢). قال شيخ الإسلام -رحمه الله (٣) (٤) -: وعليه الفتوى، وفي الكافي (٥) (٦) القول قول المنكر للإجارة؛ لأن المنافع لا تقوم إلا بالعقد بخلاف ما لو دفع إلى آخر عينا ثم اختلفا (٧)، فقال الدافع: قرض، وقال الآخر: هبة، يعني كان القول قول من يدعي القرض؛ لأن العين متقوم بنفسه فالآخذ يدعي الإبراء عن قيمته، والجواب عن استحسانهما أن الظاهر للدفع، والحاجة إلى الاستحقاق، ونظير هذا دار في يد رجل يزعم أنه ملكه، فالقول قوله، وإن كان غيره يدعيها، ولا ينتزع من يده بغير حجة. فلو بيعت دار بجنبها، وأراد أن يأخذها بالشفعة (٨)، فقال المشتري: إن تلك الدار ليست لك بملك، وإنما نسكنها بإجارة أو إعارة فلا شفعة لك، فقال ذو اليد الدار ملكي،


(١) انظر: البناية شرح الهداية (١٠/ ٣٣٩).
(٢) وهذا هو القول الثالث.
(٣) شيخ الإسلام علي بن محمد بن إسماعيل بن علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق الاسبيجابي، شيخ الإسلام، السمرقندي. ولد يوم الإثنين ٤٥٤. تفقه عليه صاحب "الهداية". ولم يكن بما وراء النهر في زمانه من يحفظ المذهب ويعرفه مثله. وظهر له الأصحاب، وعمر في نشر العلم، وسماع الحديث. توفي بسمرقند يوم الإثنين ٥٣٥. وله "شرح مختصر الطحاوي".
انظر: تاج التراجم لابن قطلوبغا (ص: ٢١٣)، كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٦٢٧).
(٤) انظر: البناية شرح الهداية (١٠/ ٣٣٩).
(٥) الكافي في: فروع الحنفية للحاكم، الشهيد: محمد بن محمد الحنفي. المتوفى: سنة ٣٣٤، أربع وثلاثين وثلاثمائة.
جمع فيه: كتب محمد بن الحسن (المبسوط)، وما في جوامعه. وهو: كتاب معتمد في نقل المذهب.
انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٣٧٨).
(٦) انظر: البناية شرح الهداية (١٠/ ٣٣٩).
(٧) أي اختلف العاقدان.
(٨) الشفعة لغة: الزيادة. والشفعة والشفعة في الدار والأرض: القضاء بها لصاحبها.
انظر: لسان العرب (٨/ ١٨٤).
شرعا: تملك المنفعة بما قام على المشتري بالشركة، أو الجوار وسميت الشفعة في الشرع لما فيها من ضم المشتراة إلى عقار الشفيع وقيل الشفعة تملك العقار جبرا على المشتري بما قام عليه.
انظر: البناية شرح الهداية (١١/ ٢٧٤)، اللباب في شرح الكتاب (٢/ ١٠٦).