للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله -رحمه الله-: دخل في كتابتها (في بعض النسخ (١) دخل في كتابتهما، وكان كسبه لها) أي في الدخول يتبعها ولكن [في] (٢) أداء الكسب يتبع [بيع] (٣) أمه لزيادة وجود دلالة التبعية في حقها؛ لأنه يتبعها في الرقبة، والحرية دون الأب، فكذلك في أداء الكسب، والوجه [هو] (٤) الأول؛ لأن الدخول في الكتابة باعتبار أداء الكسب لمن تبعه، فلما أدى كسبه إلى أمه، فكذلك تبعها في الدخول.

فإن قلت: ما الفرق بين هذه المسألة وبين ما إذا دخل ولدهما الصغير في كتابتهما، ثم قتله قاتل خطأ، وكانت [قيمته للأبوين] (٥) جميعا يستعينان بها في الكتابة، ولا تختص بهما الأم، وفي مسألتنا كان كسب الولد للأم خاصة.

قلت: إنما كان كذلك؛ لأن تلك المسألة متصورة فيما إذا قبل الوالدان الكتابة عليه، وحالهما في ذلك على السواء، إذ لا ولاية لواحد منهما عليه، ولا يمكن جعل تلك القيمة للمولى؛ لأن الولد صار مكاتبا بقبولهما، فلم يبق للمولى سبيل على كسبه، وعلى قيمة رقبته، [ولا بد] (٦) من أن تؤخذ القيمة عنه فتكون للأبوين؛ لأنهما كانا ينفقان عليه في حياته، وكانا أحق بحضانته.

وأما الولد المولود بينهما بعد الكتابة فإن كسبه، أو قيمته للأم خاصة؛ لأن ثبوت الكتابة في حق الولد هاهنا بطريق التبعية، وجانب الأم [يرجح] (٧) في ذلك؛ لأنه جزء


(١) وفي بعض نسخ الهداية دخل في كتابتهما وكسبه لهما والأوجه دخل في كتابتهما؛ لأن فائدة الدخول هو الكسب.
انظر: العناية شرح الهداية (٩/ ١٨٣)، تكملة البحر الرائق شرح كنز الدقائق (٨/ ٥٧).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) ساقطة من (أ).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) في (ب) قيمة الأبوين.
(٦) في (ب) فلابد.
(٧) في (ب) يترجح.