للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأحياء في حقه، فكان إحياء حكما، فكان المعتق بمنزلة الأب له حكما فيرث منه كما يرث الأب. كذا في الذخيرة (١).

(الولاء نوعان): أي الولاء المستعمل في اصطلاح الشرع نوعان (ولاء عتاقة، ويسمي ولاء نعمه) وإنما سمي [ولاء] (٢) الإعتاق، ولاء النعمة اقتداء بكتاب الله تعالى {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} (٣) أي أنعم الله عليه بالإسلام، وأنعمت عليه بالعتق؛ والآية في زيد بن الحارثة (٤) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم [كذا في المبسوط (٥)] (٦).

(وسببه العتق على ملكه في الصحيح) هذا احتراز عن قول أكثر أصحابنا، [وأنهم] (٧) يقولون سبب هذا الولاء الإعتاق. واستدلوا بقوله -عليه السلام-: «الولاء لمن أعتق» (٨). ولكنه ضعيف، فإن من ورث قريبه [فعتق] (٩) عليه كان مولى له ولا


(١) انظر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني للميرغيناني (٤/ ١٧٥).
(٢) في (ب) بولاء.
(٣) سورة [الأحزاب: ٣٧].
(٤) هو الصحابي زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي نسبا، القرشي الهاشمي بالولاء، الحجازي، أبو أسامة، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهر مواليه. وقع في السبي فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، فوهبته للنبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة، فأعتقه وتبناه حتى نزل تحريم التبني، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين جعفر بن أبي طالب، وهو من السابقين للإسلام، وهاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر. وعينه الرسول صلى الله عليه وسلم أميرا على غزوة مؤتة فاستشهد سنة ثمان من الهجرة، وله مناقب كثيرة.
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (٢/ ٥١٨)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر (٢/ ٥٤٢)، تهذيب الأسماء واللغات للنووي (١/ ٢٨).
(٥) انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨١).
(٦) ساقطة من (أ).
(٧) في (ب) فإنهم.
(٨) سبق تخريجه في الصفحه قبل الماضية.
(٩) في (ب) يعتق.