للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإن قلت: لو قال قائل [قد] (١) دل الدليل على إنه مؤخر من ذوي الأرحام كما قال ابن مسعود -رضي الله عنه- وذلك أن النبي -عليه السلام- قال: «[للمعتق] (٢) في معتقه وإن مات ولم يدع وارثا كنت أنت [عصبته] (٣)» (٤)، فقد شرط [لتوريثه] (٥) عدم الوارث وذووا الأرحام من جملة الورثة ولأنه -عليه السلام- قال: «الولاء لحمة كلحمة النسب» (٦) وما يشبه الشيء لا يزاحمه ولا يقدم عليه بل يخلفه عند عدمه فما جوابنا عنه (٧).

قلت: نعم كذلك إلا أن ما ذكر في الكتاب من حديث ابنة حمزة (٨) دال على ما قلنا وهو ما روى أن ابنة حمزة أعتقت عبدا فمات المعتق وترك ابنته «فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم نصف ماله للبنت ونصفه لبنت حمزة والباقي بعد نصيب


(١) في (ب) لو.
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) في (أ) عصبه في (ب) عصبته.
(٤) لم أجده مروي عن ابن مسعود ولكن بعد الرجوع الى كتب السنن والآثار وجده مروي عن ابن عباس.
عن بن عباس أن رجلا مات ولم يدع وارثا إلا غلاما له كان أعتقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل له أحد قالوا لا إلا غلاما له كان أعتقه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ميراثه له.
أخرجه أبو داود في سننه (٣/ ١٢٤) كتاب الميراث باب في ميراث ذوي الأرحام حديث رقم ٢٩٠٥، وعبد الرزاق في مصنفه (٩/ ١٦) كتاب الميراث باب ميراث المولى مولاة رقم ١٦١٩١.
وأخرجه البيهقي بلفظ آخر فقال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس ثنا يحيى انا يزيد عن أشعث بن سوار عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع فرأى رجلا يباع فساوم به ثم تركه فاشتراه رجل فأعتقه ثم أتى به النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني اشتريت هذا فاعتقته فما ترى فيه قال أخوك ومولاك قال ما ترى في صحبته قال إن شكرك فهو خير له وشر لك وإن كفرك فهو خير لك وشر له قال ما ترى في ماله قال إن مات ولم يدع وارثا فلك ماله هكذا جاء مرسلا.
السنن الكبرى للبيهقي (٦/ ٢٤٠) كتاب الميراث باب الميراث بالولاء حديث رقم ١٢١٦٢.
درجة الحديث: مرسل كما جاء في التخريج.
(٥) في (ب) لورثه.
(٦) سبق تخريجه ص ٢٦٠.
(٧) انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨١).
(٨) هي عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب بن هاشم (ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم) قيل: هي أمامة بنت حمزة التي اختصم فيها علي بن أبي طالب وجعفر وقال: (أنا أحق بها لأن خالتها عندي)، فإن أمها هي سلمى بنت عميس وزيد بن حارثة وصي حمزة. فسلمها النبي لجعفر حيث إن خالتها متزوجة من جعفر. وقيل: هي ابن لحمزة يدعى عمارة وليست أنثى وقيل: إن اسمها أيضا: أم ورقة وقيل: أم الفضل.
انظر: الطبقات الكبري لابن سعد (٨/ ١٥٩)، أسد الغابة لابن الأثير (٧/ ١٩٦)، الإصابة لابن حجر (٨/ ٢٤٢).