للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لأن جناية معتقها كجنايتها وجنايتها على قوم أبيها [فكذلك] (١) جناية معتقها وابنها ليس من قوم أبيها، واستدل عليه بحديث إبراهيم (٢) عن علي ابن أبي طالب والزبير ابن العوام رضي الله عنهما اختصما إلى عمر رضي الله عنه في مولى لصفية بنت عبد المطلب [مات] (٣) فقال علي: عمي [أي هي] (٤) عمتي وأنا أرث مولاها وأعقل عنه وقال الزبير: أمي وأنا أرث مولاها فقضى عمر بالميراث للزبير وبالعقل على علي رضي الله عنه (٥). (٦)

وذكر في الذخيرة (٧)، وإذا مات المعتق ولم يترك إلا ابنت المعتق فلا شيء لبنت المعتق في ظاهر رواية عن أصحابنا وميراث المعتق لبيت المال، وبعض مشايخنا (٨) كانوا


(١) في (ب) وكذلك.
(٢) هو أبو عمران إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي أحد الأئمة المشاهير، كان تابعيا رأى عائشة رضي الله عنها ودخل عليها صغيرا، ولم يثبت له منها سماع. روى عن مسروق وعلقمة وشريح وغيرهم. عرف بحدة الذهن والبراعة في الفقه. قال الشعبي: ما ترك أحدا أعلم منه. كان شيخا لحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
توفي سنة ٩٦ هـ وقيل ٩٥ هـ.
انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان (١/ ٦)، الأعلام للزركلي (١/ ٨٠).
(٣) ساقطة من (ب).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) عن علي بن أبي طالب والزبير بن العوام رضى الله عنهما اختصما إلى عمر رضى الله عنه في مولى لصفية رضى الله عنها فقال علي أنا عصبة عمتي وأنا أعقل عن مواليها وأرثه ثم قال الزبير أمي وأنا أرث مولاها فقضى عمر للزبير بالميراث وقضى بالعقل على علي بن أبي طالب.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١/ ١١٦) حديث رقم كتاب ٢٧٤، الآثار لأبي يوسف الحنفي (١/ ١٧٠).
(٦) وقال الشعبي شهدت على الزبير أنه ذهب بموالي صفية وشهدت على جعدة بن هبيرة أنه ذهب بموالي أم هانئ رضي الله عنها وكان ابنا لها فخاصمه على المبسوط، ميراث مولاها فبهذين الحديثين يثبت أن ميراث المعتق يكون لابن المعتقة وإن كان عقل جنايته على قوم أبيها والله سبحانه وتعالى أعلم بالصدق والصواب وإليه المرجع والمآب.
انظر: المبسوط للسرخسي (٨/ ٨٧).
(٧) انظر: المحيط البرهاني في الفقه النعماني (٤/ ١٨٠).
(٨) انظر: البناية شرح الهداية (١١/ ٢٤).