للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - وفيما أكره عليه أن يكون المكره ممتنعا [عنه] (١) قبل الإكراه إما لحقه أو لحق آدمي آخر أو لحق الشرع، وبحسب اختلاف هذه الأحوال يختلف الحكم في الكتاب لتفصيل هذه الجملة وقد ابتلي محمد رحمه الله بسبب تصنيف هذا الكتاب (٢) على ما حكي عن ابن سماعة -رحمه الله- (٣) قال: (٤) لما صنف هذا الكتاب سعى به بعض حساده وقال إنه صنف كتابا سماك فيه لصا غالبا [واغتاظ] (٥) لذلك وأمر بإحضاره فأتاه الشخص وأنا معه فأدخله على الوزير أولا في حجرته فجعل الوزير يعاتبه في ذلك، وأنكره محمد -رحمه الله- أصلا فلما علمت السبب أسرعت الرجوع إلى داره وتسورت حائط [بعض] (٦) الجيران لأنهم كانوا سمروا على بابه فدخلت داره وفتشت الكتب حتى وجدت كتاب الإكراه فألقيته في جب في الدار؛ لأن الشرط أحاطوا بالدار قبل خروجي منها فلم يمكنني أن أخرج، واختفيت في موضع حتى دخلوا وحملوا جميع كتبه إلى دار الخليفة بأمر الوزير [ففتشوا فلم] (٧) يجدوا شيئا مما ذكره الساعي [لهم] (٨) فندم الخليفة على ما صنع به واعتذر إليه ورده بجميل، فلما كان بعد أيام أراد محمد أن يعيد تصنيف الكتاب فلم يجبه


(١) في (ب) منه.
(٢) أي ابتلي محمد الشيباني عند تصنيف كتاب الإكراه من كتاب المبسوط للشيباني.
(٣) ابن سماعة: هو: محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التيمي، الكوفي، صاحب أبي يوسف ومحمد. حدث عن: حدث عن الليث بن سعد وأبي يوسف القاضي ومحمد بن الحسن وكتب النوادر عن أبي يوسف ومحمد وروى الكتب والأمالي. روى عنه: محمد بن عمران الضبي، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء. وصنف التصانيف. قال ابن معين: لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه، لكانوا فيه على نهاية. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
انظر: تاريخ بغداد للبغدادي (٣/ ٢٩٨)، تهذيب التهذيب لابن حجر (٩/ ٢٠٤) سير أعلام النبلاء للذهبي (٩/ ٤٩).
(٤) انظر: المبسوط للسرخسي (٢٤/ ٤٠).
(٥) في (ب) فاغتاظ.
(٦) في (ب) يعني.
(٧) في (ب) ففتشوه ولم.
(٨) ساقطة من (أ).