للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن هذا قال بعض مشايخنا (١) -رحمهم الله- إن هذا مما ذكر من الجواب إن هذا إقرار طواعية فلذلك في حق أوساط الناس وفي حق السرقة.

أما إذا كان الرجل من أشراف الناس بحيث يستنكف أن يضرب بسوط واحد على ملاء الناس أو يقرك أذنه في مجلس السلطان فإنه يكون مكرها؛ لأن مثل هذا الرجل يؤثر ألف درهم على ما يلحقه من الهوان والذل بهذا القدر [من الحبس] (٢).

(ولنا أن ركن (٣) البيع) وهو الإيجاب والقبول (صدر من أهله) وهو المالك العاقل (مضاف إلى محله) وهو المال (والفساد انفقد شرطه) [أي شرط] (٤) الجواز، (وهو التراضي) وكان البيع فاسدا، وإنما قلنا إن التراضي شرط الجواز قال الله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} (٥) وتأثير انعدام شرط الجواز في إفساد العقد لا في غيره كانعدام المساواة في باب الربا.

فإن المساواة في [أعلى] (٦) الأموال الربوية شرط جواز العقد فإذا انعدمت المساواة كان العقد فاسدا.


(١) انظر: البناية شرح الهداية (١١/ ٤٢).
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) الركن لغة: جانب الشيء الأقوى، وهو يأوي إلى ركن شديد أي إلى عز ومنعة، كما يطلق على جزء من أجزاء ماهية الشيء التي لا توجد إلا بوجوده.
انظر: انظر: مختار الصحاح للرازي (١/ ١٢٨)، لسان العرب لابن منظور (١٣/ ١٨٥)، المعجم الوسيط (١/ ٣٧٠ - ٣٧١)، المصباح المنير للفيومي (١/ ٢٣٧).
واصطلاحا: ركن الشيء ما لا وجود لذلك الشيء إلا به كالقيام والركوع والسجود للصلاة. هو الداخل في حقيقة الشيء المحقق لماهيته، وقيل: هو: ما يتم به الشيء، وهو داخل فيه. -والماهية هي الحقيقة الكلية المعقولة.
وقولهم: إن الركن داخل في الماهية معناه: أنه جزء من مفهومها يتوقف تعلقها على تعلقه.
انظر: كشف الأسرار على أصول البزدوي (٣/ ٣٤٤)، المهذب في علم أصول الفقه المقارن للنمله (٥/ ١٩٦٣).
(٤) ساقطة من (ب).
(٥) سورة [النساء: ٢٩].
(٦) في (ب) باب الربا في.