للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلَنَا حَدِيثُ رَافِعِ بْنِ خَدِيج -رضي الله عنه- أَنَّ النَبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «أَسْفِرُوا بِالْفَجْرِ، فَإنَّهُ أَعْظَمُ لِلْأَجْرِ» (١) وَلِأَنَّ فِي الإِسْفَارِ تَكْثِيرَ الجَمَاعَةِ، وَفِي التَّغْلِيسِ تَقْلِيلُهَا، وَمَا يُؤَدِّي إِلَى تَكْثِيرِ الجَمَاعَةِ كَانَ أَفْضَلَ؛ وَلِأَنَّ المُكْثَ فِي مَكَانَ الصَّلَاةِ؛ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مَنْدُوبٌ إِلَيهِ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ صَلَّى الفَجْرَ وَمَكَثَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَكَأنَّمَا أَعْتَقَ أَرْبَعَ رِقَابٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ -عليه السلام-» (٢)، وَإِذَا أَسْفَرَ بِهَا؛ تَمَكَّنَ مِنْ إِحْرَازِ (٣) هَذِهِ الفَضِيلَةِ، وَعِنْدَ التَّغْلِيسِ قَلَّ مَا يَتَمَكَّنُ مِنْهُ.

وأما حَدِيثُ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-، فَالصَّحِيحُ مِنْ الرِّوَايَاتِ؛ إِسْفَارُ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- لِصَلَاةِ (٤) الفَجْرِ، فَإِنْ ثَبَتَ التَّغْلِيسُ فِي وَقْتٍ، فَلِعُذْرِ الخُرُوجِ إِلَى سَفَرٍ، أَوْ كَانَ ذَلِكَ حِينَ تَحْضُرُ النِّسَاءُ الصَّلاةَ بِالجَمَاعَةِ، ثُمَّ انْتَسَخَ ذَلِكَ حِين أُمِرْنَ بِالقَرَارِ فِي البُيُوتِ.


(١) الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٣/ ٤٦٥)، والدارمي (١/ ٢٧٧): كتاب: باب الإسفار بالفجر "٢٠"، وأبو داود (١/ ٢٩٤) كتاب الصلاة: باب في وقت الصبح، الحديث "٤٢٤"، بلفظ: "أصبحوا بالصبح … "، والترمذي (١/ ٢٨٩): كتاب الصلاة: باب ما جاء في الإسفار بالفجر، الحديث "١٥٤"، والنسائي (١/ ٢٧٢): كتاب المواقيت: باب الإسفار "٣٢٥"، وابن ماجة (١/ ٢٢١): كتاب الصلاة: باب وقت صلاة الفجر، الحديث "٦٧٢"، بلفظ "أصبحوا بالصبح .... "، وقال الترمذي: حديث رافع بن خديج حسن صحيح. وصححه ابن حبان فأخرجه في "صحيحه "، "٢٦٣ - مواد".
(٢) أخرجه أبو داود فِي "سننه" (ص ٤٠٥) فِي كتاب "العلم"، باب "فِي القصص" حديث رقم (٣٦٦٧)، وأبو يعلي فِي "مسنده" حديث رقم (٣٣٩٢)، قَالَ أبو داود فِي "سننه" (ص ٤٠٥): سكت عنه وقد قَالَ فِي رسالته لأهل مكة كل مَا سكت عنه فهُوَ صالح، قَالَ الطبراني فِي "المعجم الأوسط" (٦/ ١٣٧): لم يرو هذا الحديث عَنْ محتسب إلا عرعرة بن البرند تفرد به ريحان بن سعيد.
(٣) فِي (أ): حرفان غير واضحين كأنهمَا (ها) أو (نا) عقب حروف كلمة (إحراز)، وفِي (ب): (إحراز) دون الحرفين.
(٤) فِي (ب): (بصلاة).