للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَقَالَ الشَّافِعِيُّ (١): لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ فِي هَذِهِ الأَوْقَاتِ بِمَكَّةَ؛ لِحَدِيثٍ (٢) رُوِيَ فِي النَّهْيِ إِلَّا بِمَكَّةَ (٣)، وَلَمْ تَثْبُتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ عِنْدَنَا؛ لِأَنَّهَا شَّاذَّةٌ (٤) فَلَا تُعَارِضُ المَشَاهِيرَ (٥).

وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ (٦) أَنَّهُ قَالَ: لَا بَأْسَ بِالصَّلَاةِ وَقْتَ الزَّوَالِ يَوْمَ الجُمُعَةِ.

وَقَدْ رُوِيَ شَاذًّ: (إِلَّا يَوْمَ الجُمُعَةِ) وَبِهِ أَخَذَ أبو يوسفَ وقَالَ للناسِ بَلْوى (٧) فِي تحيةِ المسجدِ عندَ الزوالِ يومَ الجمعةِ، والآثارُ؛ الَّتِي رُوِّينَا توجبُ الكراهةَ فِي الكلِّ، ثُمَّ قَالَ: وفِي هَذِهِ الأوقاتِ (٨) الثلاثةِ لا يؤدِّي الفرائضَ عندنَا.


(١) قَالَ الشافعي -رحمه الله-: (والنهي فيمَا سوى ذلك ثابت إلا بِمَكَّةَ وليس من هَذِهِ الأحاديث شيء مختلف). ينظر: "مختصر المزني" (ص ٣٣).
(٢) فِي (ب): (بحديث).
(٣) وهُوَ قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إلا بِمَكَّةَ إلا بِمَكَّةَ إلا بِمَكَّةَ». وقد وردت هَذِهِ الزيادة فِي حديث أبي ذر -رضي الله عنه- ورَوَاهُ أحمد فِي "مسنده" (٣٥/ ٣٦٦) حديث (٢١٤٦٢) والطبراني فِي "الأوسط" (١/ ٢٥٨) حديث (٨٤٧) وقَالَ الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعِيدٍ إِلَّا حُمَيْدٌ مَوْلَى عَفْرَاءَ؛ وَهُوَ حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ الْأَعْرَجُ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ الْمَخْزُومِيُّ، ورَوَاهُ "الدار قطني" (٢/ ٣٠١) فِي "كتاب الصلاة"، باب " جواز النافلة عند البيت فِي جميع الأزمان"، حديث رقم (١٥٧١)، ورَوَاهُ "البيهقي فِي الكبرى" (٢/ ٦٤٧) فِي "كتاب الصلاة "، باب "ذكر البيان أن هذا النهي مخصوص ببعض الأمكنة دون بعض"، حديث (٤١٠٥).
وقَالَ البيهقي: َهَذَا الْحَدِيثُ يُعَدُّ فِي إِفْرَادِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ضَعِيف.
(٤) الشاذ: ما روى الثقة مخالفا لرواية الناس، والذي عليه حفاظ الحديث: أنه ما ليس له إلا إسناد واحد يشذ به ثقة أو غيره، فما كان عن غير ثقة، فمتروك لا يقبل وما كان عن ثقة توقف فيه ولا يحتج به انظر " تقريب النووي مع شرحه تدريب الراوي للسيوطي": (١/ ٢٣٢) وعرفه الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: بأنه ما رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه "نخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر" (ص ٣٧).
(٥) فِي (ب): (المشاهد).
(٦) ينظر: "المَبْسُوطِ" (١/ ١٥١)، و"بدائع الصنائع للكاساني" (١/ ٢٩٦)، و"المحيط البرهاني لإبن مازة " (١/ ٢٧٦).
(٧) بلوى: كَذَا فِي المخطوط (أ)، و (ب)، وفِي "المَبْسُوطِ للسرخسي" (١/ ١٥١).
(٨) (الأوقات)، ساقطة من (ب).