للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بَيَّنَّا ولم تجر المخاصمة (١) بينهم بالحديث ولو كان صحيحًا لما اختلفوا مع هذا النصَّ ولا احتج بعضهم به على البعض (٢).

(وَلأَنَّ مَا قُلْنَاهُ أَخَفُّ) وهو [من] (٣) إقامة ابن مخاض مقام ابن لبون (٤).

(والحُجَّةُ عَلَيْهِ مَا ذَكَرْنَاهُ (٥) وهو رواية ابن مسعود -رضي الله عنه- (أَنَّ النَّبِيَّ -عليه السلام- «قَضَى فِي قَتِيلٍ قُتِلَ خَطَأً أَخْمَاساً (٦)

عَلَى [نَحْوِ] (٧) مَا قَالَ (٨) بإقامة ابن مخاض مقام [ابن] (٩) لبون، وقال -عليه السلام-: «في النَّفس المؤمنة مائة من الإبل» (١٠)، واسم الإبل مطلقاً يتناول أدنى ما يكون منه، وابن المخاض أدنى من ابن اللبون.

ولأنَّ الشَّرع جعل ابن اللبون بمنزلة ابنة المخاض في الزكاة وإيجاب ابن اللبون [ههنا] (١١) في معنى إيجاب أربعين من بنت المخاض، وذلك لا يجوز بالإجماع [كذا في «المبسوط»] (١٢) (١٣).


(١) وفي (ب) (المحاجة) وهي الموافقة لعبارة المبسوط.
(٢) يُنْظَر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٧٧).
(٣) زيادة في (ب).
(٤) يُنْظَر: تبيين الحقائق (٦/ ١٢٧).
(٥) الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٨).
(٦) رواه أبو داود (٤/ ١٨٤)، في (كتاب الديات)، في (باب الدية كم هي)، برقم (٤٥٤٥)، عن حجاج بن أرطأة عن زيد بن جبير عن خشف بن مالك الطائي عن ابن مسعود قال: قال رسول اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: «في ديَةِ الخطأ عِشْرونَ حقَّةً وَعِشْرونَ جذَعَةً وَعِشْرونَ بنت مخَاضٍ وَعِشْرونَ بنت لَبونٍ وَعِشْرونَ بَني مخَاضٍ ذكُرٍ».
ورواه الترمذي (٤/ ١٠)، في (كتاب الديات)، في (باب ما جاء الدية كم هي من الإبل)، برقم (١٣٨٦) وقال: حديث ابن مسعود لا نعرفه مرْفُوعًا إلا من هذا الْوجْهِ وقد روي عن عبداللّهِ موْقُوفًا وقد ذهَبَ بعْضُ أهْلِ الْعلْمِ إلى هذا وهو قوْلُ أحْمَدَ وإسحاق.
ورواه النسائي (٤/ ٢٣٤)، في (كتاب القسامة)، في (باب ذكر دية أسنان الخطأ)، برقم (٧٠٠٥)، قال أبو عبدالرحمن الحجاج بن أرطأة ضعيف لا يحتج به.
ورواه ابن ماجه (٢/ ٨٧٩)، في (كتاب الديات)، في (باب دية الخطأ)، برقم (٢٦٣١). قال الدارقطني: هذا حديث ضعيف غير ثابت عند أهل المعرفة بالحديث. يُنْظَر: سنن الدارقطني (٣/ ١٧٣)
(٧) سقط في (ب).
(٨) الهداية شرح البداية (٤/ ١٧٧، ١٧٨).
(٩) زيادة في (ب).
(١٠) سبق تخريجه (ص ٣٦١).
(١١) سقط في (ب).
(١٢) سقط في (ب).
(١٣) قال ابن حزم: واتفقوا أنه لا تكون كلها بنات مخاض ولا كلها بنى مخاض ولا كلها بنات لبون ولا كلها حقاقا ولا كلها جذاعا ولا كلهاذكورا ولا كلها إناثا. مراتب الإجماع (١٤٠). وينظر: المبسوط؛ للسرخسي (٢٦/ ٧٦).