للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وَإِنِ اخْتَلَفَا فِي ذَلِكَ) أي: في سقوط السن (بَعدَ السَّنَةِ (١) أي: قال المضروب: إنَّما سقط سني بضربك، فقال الضَّارب: لا بل سقط بسبب آخر.

(وَعَن أَبِي يُوسُفَ -رحمه الله-: أَنَّهُ تَجِبُ حُكُومَةُ الأَلَمِ (٢) وفي بعض النسخ: وعن أبي حنيفة مكان قوله: وعن أبي يوسف والأوَّل أصح؛ لأنَّه ذكر قول أبي يوسف فيما بعد في حق هذا الحكم ولأنَّه ذكر في «الذَّخيرة» وغيرها قول أبي يوسف في هذا الموضع (٣).

(وَسَنُبَيِّنُ الوَجْهَيْنِ (٤) وهما وجه قوله: (لا شَيْءَ عَلَى الضَّارِبِ (٥) ووجه (حُكُومَةُ الأَلَمِ (٦) والموعود فيما (بَعْدَ هَذَا) هو قوله: (سَقَطَ الأَرْشُ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ -رحمه الله- لِزَوَالِ الشَّيْنِ المُوجِبِ. وَقَالَ أَبُو يُوسُفَ): هو (أَرْشُ الأَلَمِ وَهُوَ حُكُومَةُ عَدْلٍ؛ لأَنَّ الشَّيْنَ زَالَ وَالأَلَمُ الحَاصِلُ مَا زَالَ (٧).

(لِمَا ذُكِر) وهو قوله: (لأَنَّهُ لا يُمْكِنُهُ أَنْ يَضْرِبَهُ ضَرْباً (٨) لَسْوَدَّ.

و (كَذَا لَو احْمَرَّ أَو اخْضَرَّ (٩) أي: لا قصاص، بل يجب الأرش في الخطأ على العاقلة وفي العمد في ماله.

وأمّا (لَو اصْفَرَّ (١٠) ذكر شيخ الإسلام -رحمه الله-: أن فيه اختلاف المشائخ، قال بعضهم: يجب كمال أرش السن كما في الاسوداد والاحمرار، وبعضهم قالوا: يجب حكومة عدل؛ لأنَّه لم يُفوِّت جنسَ منفعة السن ولا فوت الجمال على الكمال؛ لأنَّ الصُّفرة قد تكون لون الأسنان في بعض الإنسان، وإنَّما يتمكَّن فيه نوع نقص فيجب حكومة عدل.

وأمَّا الخضرة والحمرة والسَّواد لا يكون لون الأسنان بحال فيكون مُفوتاً الجمال على الكمال كما في الأذنين (١١).


(١) بداية المبتدي (٢٤٦).
(٢) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(٣) يُنْظَر: البناية شرح الهداية (١٣/ ٢١٠).
(٤) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(٥) بداية المبتدي (٢٤٦).
(٦) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(٧) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(٨) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(٩) بداية المبتدي (٢٤٦).
(١٠) الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧).
(١١) قال الإمام المرغيناني: ولو اصفر فيه روايتان. الهداية شرح البداية (٤/ ١٨٧). وقال بدر الدين العيني: روى أبو يوسف عن أبي حنيفة: أن فيه الحكومة. وذكر هاشم عن محمد عن أبي حنيفة قال: لا يجب شيء، وفي المملوك يجب الحكومة، وقال محمد: ففيها إذا اصفرت حكومة حرا كان المضروب أو عبدا، وقال أبو يوسف أيضا: فيها حكومة، وقال أبو يوسف: إن كثرت الصفرة حتى يكون عيبا كعيب الخضرة والحمرة ففيها بمثلها تاما، وقال زفر: إذا اصفرت ففيها أرشها تاما، الكل ذكره الكرخي -رحمه الله-. البناية شرح الهداية (١٣/ ٢١١).
وينظر: العناية شرح الهداية (١٥/ ٣٠٥).