للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إنما يقال لمولى العبد بهذا بعد الاستيفاء (١) (٢)؛ لأنه لا يقضى على المولى بشيءٍ من ذلك حتى يبرأ المجني عليه اعتبارًا لجناية العبد بجناية … الحر.

وقد بينا أنه يستأنى (٣) في جناية الحر؛ لأن موجبها يختلف بالسراية (٤) وعدم السراية فلا يصير ذلك مَعْلومًا قبل الاستيفاء (٥)، والقضاء بالمجهول غير ممكن؛ كذا في المبسوط (٦) (٧).

وفائدة الاختلاف في اتباع (٨) الجاني بعد العتق؛ يعني أن المجني عليه عند الشافعي (٩): يتبع العبد الجاني بعد عتقه (١٠).


(١) في (ج): الاستثناء؛ وما أثبت من (أ) و (ب) هو الصواب.
(٢) الاستيفاء: طلب الوفاء بالأمر ومنه استيفاء العضو بالمسح، واستيفاء القصاص: أن يفعل المجني عليه أو وليه بالجاني مثل ما فعل أو عوضه. ينظر: معجم لغة الفقهاء (٦٧)؛ المطلع على ألفاظ المقنع (٤٣٧).
(٣) يستأنى: أي ينتظر؛ وهو استفعال من الإنى بكسر الهمزة وفتح النون وتسكينها أيضًا وهو أحد الآناء وهي الساعات؛ واستأنى: تأنى؛ ويقال استأنى في الأمر وبه ترفق ينظر: طلبة الطلبة (١٤٧)، المعجم الوسيط (١/ ٣١).
(٤) السراية: هي «النفوذ» في المضاف إليه، ثم تسري إلى باقيه كما في العتق بالاتفاق، وكذا في الطلاق على الأصح. والسراية في اللغة: اسم للسير في الليل؛ يقال: سريت بالليل وسريت الليل سريا إذا قطعته بالسير، والاسم سِراية. وقد تستعمل في المعاني تشبيها لها بالأجسام؛ ويقال في الإنسان: سرى فيه عرق السوء. ومن هذا القبيل قول الفقهاء: سرى الجرح من العضو إلى النفس أي دام ألمه حتى حدث منه الموت، وقولهم: قطع كفه فسرى إلى ساعده، أي تعدى أثر الجرح إليه، كما يقال: سرى التحريم من الأصل إلى فروعه. ينظر: المنثور في القواعد الفقهية (٢/ ٢٠٠)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (١/ ٢٧٥).
(٥) في (ج): الإعتاق؛ وما أثبت من (أ) و (ب) هو الصواب.
(٦) ينظر: المبسوط (٢٧/ ٢٧).
(٧) المبسوط لشمس الأئمة محمد بن أحمد السرخسي ت ٤٩٠ هـ وقيل ٤٨٣ - استوعب فيه المؤلف جميع أبواب الفقه بأسلوب سهل وهذا الكتاب شرح لكتاب الكافي للحاكم المروزي. الأنساب للسمعاني (٣/ ص ٢٤٤).
(٨) في (ب): إيقاع؛ وما أثبت من (أ) و (ج) هو الصواب.
(٩) الشافعي: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب ويجتمع مع النبي - صلى الله عليه وسلم -في عبد مناف بن قصي؛ ينسب إلى الصحابي شافع بن السائب ط؛ أبو عبد الله الشافعي الإمام فقيه الملة؛ ولقبه أهل بغداد بناصر الحديث وهو نقل هذا القول فقال: "سميت ببغداد ناصر الحديث"؛ ت ٢٠٤ هـ. ينظر: تذكرة الحفاظ (١/ ٣٦١ - ٣٦٣).
(١٠) ينظر: الأم - كتاب جراح العمد (٦/ ٢٩).